مسؤولية تاريخية

أنس زاهد

TT

أخشى أن تتسبب الفضائيات العربية في شحن المواطن العراقي بمشاعر الكراهية ضد اخوته من العرب.

كثير من العراقيين يشعرون بأن الأنظمة والشعوب العربية، تواطأت مع نظامهم السابق وتغاضت عن قمعه لهم، وكل ما اخشاه ان تتطور هذه المشاعر وتتجسد في صيغة عملية يمكن لبعض سياسيي العراق ان يتبنوها في المستقبل، دون ان تلاقي معارضة تذكر من قبل الشعب العراقي.

النظام العراقي استخدم القضية الفلسطينية لقمع شعبه، والاعلام العربي التف حول هذا النظام تحت نفس الذريعة، ومخطئ كل من يعتقد بأن الشعب العراقي لن يقوم بردة فعل حيال كل ذلك.

العراقيون لن يتسامحوا مع الفضائيات العربية التي عرّبت الشأن العراقي دون ان تلتفت الى العراقيين انفسهم.. وما حوادث الاعتداء على مراسلي الجزيرة بعد تحرير العراق من نظام صدام، الا مؤشر بسيط على ما يعتمل في نفوس العراقيين من مرارة وشعور بالخذلان واحساس بالظلم. اخشى على العرب من تحييد مشاعر العراقيين حيال القضايا القومية، واخشى ان تتطور الامور الى درجة الاستجابة لدعاوى ومغريات التطبيع التي ستستهدف العراق حتما في المرحلة القادمة.

لو حدث ذلك فسيتحمل الاعلام العربي المسؤولية كاملة أمام التاريخ.