فلتذهب الآثار إلى الجحيم

أنس زاهد

TT

الفضائيات العربية التي تتباكى الآن على الآثار العراقية المنهوبة، لم تقل لنا لماذا لم تأبه لقتل وتشريد ملايين العراقيين طوال فترة حكم صدام حسين؟

الآثار ليست أغلى من الانسان، لأنها تظل على عظمتها، من صنع الانسان نفسه واذا كانت هناك من قيمة حقيقية للآثار، فلأنها تجسد عظمة هذا المخلوق المسمى بالانسان. السارق الحقيقي هو من سرق أحلام العراقيين وأمنهم ومستقبلهم وكرامتهم وقوت يومهم، وحول بعضهم الى لصوص ليس لهم هدف سوى أن يسرقوا أي شيء حتى الآثار التاريخية.

الذين يتباكون على هذه الآثار نسوا أن المواطن العراقي لا يمكن أن يقدر قيمة هذه الآثار، بعد أن فقد هذا المواطن احساسه بقيمته كانسان.

لقد تم اكتشاف مقبرة جماعية تضم حوالي ألف جثة قتل النظام السابق أصحابها، فلم يتحرك الاعلام العربي واكتفى بأن يشير الى الحدث اشارة عابرة في حين تواصل الفضائيات العربية مهمة التباكي، على آثار العراق التي نهبها مواطنون يشعرون بأنهم يعيشون في وطن ليس لهم فمن هو المسؤول عن هذا الشعور الذي تجسد في أعمال السلب والنهب والتدمير التي كان الكثير منها، يفتقر الى الدوافع المفهومة أو المبررة؟

الاعلام العربي يعتقد أن الشيء أغلى من الانسان، والا فما هو تفسير كل هذا الحزن على الآثار المنهوبة، مع التغاضي عن معاناة الانسان العراقي الذي حوله نظام صدام من ذات، الى مجرد شيء؟

فلتذهب الاثار الى الجحيم نعم فلتذهب الى الجحيم.