الصحافية فاطمة البارودي في القناة الأولى المغربية: أمتلك الجرأة في المواقف الحرجة وبعض الأحيان أتساءل عما إذا كنت امرأة أم رجلاً

TT

في قناة تلفزيونية رسمية تعاني الركود في كل شيء استطاعت الصحافية فاطمة البارودي أن تتألق في السنوات الأخيرة وأضحت واحدة من أهم الصحافيات في التلفزة المغربية.

لم يقتصر دورها على تقديم الأخبار الرسمية بل خرجت من هذه «الورطة» بإعداد وتقديم برنامج «لقاء خاص».

جاءت البارودي من الشعر لتنتقل إلى عالم الصحافة قبل أن تعمق معارفها وتختار دراسة القانون.

في هذا الحوار مع فاطمة البارودي نكتشف وجها آخر للصحافية، تتحدث عن طفولتها وعن علاقتها الأولى مع الكتابة قبل أن تخطفها مهنة المتاعب. كما تتحدث عن عشقها للطبخ وحياتها كامرأة في المجتمع المغربي، من دون أن تنسى إثارة بعض المشاكل التي تتعرض لها سواء في التلفزيون أو في الشارع.

* من هي فاطمة البارودي؟

ـ أنا من مواليد الدار البيضاء، عشت طفولتي في هذه المدينة وأحتفظ بأجمل الذكريات في أحياء مثل عين السبع والحي المحمدي والوازيس. تعايشت مع طبقات اجتماعية مختلفة ودرست في المدارس الحكومية. صاحبت ورافقت صديقات من كل الفئات.

* متى انتقلت إلى العاصمة الرباط؟

ـ عندما حصلت على شهادة البكالوريا انتقلت على المعهد العالي للصحافة، ثم عدت أدراجي إلى مدينة الدار البيضاء بكلية الحقوق ونلت دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية، ثم انتقلت إلى الرباط وسجلت الدكتوراه وأنا في المراحل النهائية قبل المناقشة.

* أنت تكتبين كذلك، فما علاقة الأدب بالقانون والصحافة؟

ـ أعتقد أنني أحس أن القلم هو القاسم المشترك بين القانون والأدب والصحافة. بدأت علاقتي به منذ الصغر، كنت أجد ضالتي في خربشات القلم وكان أول صديق لي. في طفولتي كنت خجولة ولم أتخلص من الخجل إلا بعد أن أصبحت صحافية.

* كامرأة كيف تعيشين حياتك في قطاع الإعلام وخاصة التلفزيون، ألا يسبب لك ذلك مشاكل ومواقف حرجة؟

ـ في بعض الأحيان أتساءل إذا كنت امرأة أو رجلا، لأنني أجد نفسي في مواقف أكثر رجولة من الرجل.

* كيف؟

ـ لأنني على الأقل أمتلك الجرأة المفتقدة عند بعض الرجال. حتى في مواقف حرجة. أتدري أن الكثير من الصحافيين لهم مواقف في الكواليس تختلف وتتناقض مع مواقفهم أثناء الاجتماعات، أما أنا فلم أغير قط مواقفي.

* هذه الجرأة ألم تسبب لك مشاكل مهنية وتخلق لك أعداء؟

ـ حدث ذلك أكثر من مرة، وخسرت عددا من الناس. لكن لا يهم، الأساس بالنسبة لي هو ثقافة المواجهة.

* ألهذا السبب اخترت تنشيط برنامج «لقاء خاص»؟

ـ بطبيعة الحال.

* كيف تجدين نفسك أمام رجالات السياسة المغاربة وأنت تطرحين عليهم الأسئلة؟ ألا يدخل ذلك في تحدي المرأة للرجل؟

ـ منظوري لعلاقة الرجل بالمرأة خاص، ذلك أنني لم أحس يوما بهيمنة الرجل، لا في طفولتي ولا حتى بعد أن أصبحت أماً. تجربتي أبانت لي أن الرجال يخشون المرأة المتمكنة.

* هل هذا ينطبق على زوجك؟

ـ لو كان زوجي كذلك لما ارتبطت به، زوجي زميلي في الدراسة وفي العمل، وبكل صراحة هناك جو من التفاهم والتكامل بيننا.

* هل تشفع لك شهرتك في التلفزيون التعرض لعبارات السب والإهانة في الشارع؟

ـ شخصيا تمر علي شهور من دون أن أكون راجلة في الشارع، لأنني في بعض الأحيان أحس بالمهانة، ثم إن الإنسان غير المتخلق لا ضابط له.

* هل تهتمين بشكلك وتحافظين على أناقتك؟

ـ لا أهتم كثيرا بهذه الأمور.

* هل سبق أن تحرش بك أحد ضيوفك من الوزراء؟

ـ حاشا لله، فلم يسبق لأي وزير أن تحرش بي أثناء إعداد وتقديم هذا البرنامج.

* أنت مهووسة بالطبخ، ما هي الأطباق التي تحبين إعدادها؟

ـ أعد كل الأطباق، وأميل إلى كل ما هو جديد. بعد الكتابة أنا مهووسة بالطبخ وأعتقد أنه عنصر أساسي من مكونات المرأة. شخصيا لا أحب المرأة التي تتعالى على دورها الطبيعي.