«لهو مدمر»

أنس زاهد

TT

لو قرأ الاعلاميون العرب او شاهدوا مسرحية منصور الرحباني «آخر ايام سقراط» لما تعجبوا من اعمال السلب والنهب والشغب التي عمت المدن العراقية بعد سقوط نظام الديكتاتور صدام حسين.

في نهاية الفصل الاول، وعقب سقوط نظام الديكتاتور «كريتياس» يقف سقراط متغنيا بالعبارات التالية ضمن اللوحة الغنائية «احمر لون الثورة»:

«احمر لون الثورة/ ذهب لون الحصاد/ فضي قصر الحاكم، هربوا القواد/ اسكتوا يا اولاد اهدوا يا اولاد/ع كثر ما لعبتوا خربتوا البلاد».

منصور الرحباني استطاع بحسه المرهف ان يستشف سيكولوجية الجماهير، واستطاع ان يتنبأ بالمنحى السلوكي الذي تنتهجه انظمة الحكم بمجرد سقوطها والتي تعتمد على القمع كأداة وحيدة لاستمرارها في الحكم.

في «آخر ايام سقراط» التي كتبت في بداية التسعينات وعرضت في اواخرها، ظهرت اعمال الشغب والسلب والنهب كاستجابة للرغبة في ممارسة اللهو الجماعي الذي يأخذ شكلا عبثيا في هذه الحالات.

انه لهو مدمر.. لكنه طبيعي.