اغنية.. «النكد» التي بدأت تنتشر على يدي هاني شاكر اولا ثم على يدي حمادة هلال فيما بعد، هي افراز طبيعي لثقافة ظلت تختفي بالنكد وتبجل الحزن وتنظر الى الغم والهم باعتبارهما فضيلة كبرى.
العرب امة اذا ضحكت استدركت وقالت على الفور: «الله يعطينا خير الضحك».. اما اذا صادف المجموع شخصا بشوشا ضاحك السن فإن اول شيء يرد على الاذهان هو المثل الشهير: «الضحك بدون سبب من قلة ادب».
نحن لدينا موقف مسبق من الضحك وربما السعادة بشكل عام، انها ثقافة النكد التي انتجت البكائيات والمراثي الشهيرة على مدار مئات السنين. ربما نحن الامة الوحيدة التي عرفت قالب الشعر المعروف بالرثاء.. وامة كهذه لا بد ان تفرز على السطح، ظاهرة صوتية كعبد الحليم حافظ ثم كل من ساروا على خطاه كهاني شاكر واخيرا حمادة هلال صاحب اشهر دموع في العصر الحديث.
المسألة تتجاوز نجاح اغنية او اغنيتين او عشر اغنيات اكتئابية، المسألة متعلقة بثقافة كانت ولا تزال منحازة الى الحزن والتشاؤم والتعاسة.
انه موضوع ثقافي.