بغض النظر عن الخامة الصوتية المتميزة والأداء الغنائي الرصين، فإن اغنية المطربة حاليا، الموديل سابقا، هيفاء وهبي «يوم تغيب»، لم تقنعني بالمرة.
مشكلتي تكمن بالتحديد مع كلمات الاغنية التي أرى انها تستهين بذكاء المستمع وتشكك في سلامة حاسته البصرية وكفاءة قواه العقلية. دلوني على رجل واحد يستطيع ان يحافظ على درجة حرارة قلبه فوق درجة الغليان عندما يرى الست هيفاء، وانا اضمن لكم انني سأقتنع وملايين الرجال العرب بمقولة هيفاء الشهيرة «قلبك تلج قلبي نار».
كيف يمكن لرجل ما ان يحافظ على قلبه مثلجا امام امرأة قادرة على ان تذيب ثلوج القطب الجنوبي بنظرة، وتذيب ثلوج القطبين بغمزة، وتجعل اهل الاسكيمو يصابون بضربات الشمس اذا ما سددت لهم ابتسامة واحدة من شفتيها التي اخشى ان يضعها الاميركيون على قائمة اسلحة الدمار الشامل. لا يا ست هيفاء، لست مضطرا لتصديقك عندما تدعين بأن قلب الحبيب «ثلج».. وعلى رأي الست أم كلثوم: «ثلج ايه اللي انت جي تقول عليه»! انك تعطين الرجل اكبر من حجمه عندما تفترضين انه يمكن ان يضع قلبه في الثلاجة عندما يراك، وتستهينين بذكائنا جميعا عندما تطالبيننا بتصديق مثل هذه الخرافة.
ارجو من هيفاء ان تكون اكثر واقعية في ألبومها الجديد، وان تتوقف عن التأثر بالمناخ الثقافي والسياسي السوريالي السائد في عالمنا العربي السعيد.