«الفرداوي» مسلسل أردني يروي حكاية السياسة العربية من خلال أحداث قرية

TT

يتميز مسلسل «الفرداوي» الذي يجري تصويره في الأردن حاليا باتساع رقعته المكانية ومداه الزمني وتنوع الأماكن والبيئات التي تقع أحداثه فيها ما بين القصور والبيوت القديمة والسرايا ومجموعة القرى والمناطق الاثرية والغابات وشلالات المياه إلى جانب المواقع االتجسيرية بينها. المنتج والمشرف العام على العمل طلال عدنان العواملة قال لـ«الشرق الأوسط» التي تابعت تصوير أحداثه المتداخلة عبر سلسلة من الحلقات تمتد إلى ثلاثين حلقة تلفزيونية: يرسم المسلسل صورة درامية مشوقة تستند إلى الحقيقة التاريخية في تلك الحقبة من الزمن التي انقشعت فيها غيوم الاستعمار. وأطلت شمس الاستقلال والتحرر. تبدأ القصة بوصول حاكم جديد تعينه القوى الاستعمارية من بين المتعاونين معها ويبدأ هذا الحاكم بممارسة نشاطه في التفرقة والإيقاع بين أهل القرية تنفيذا للخطة الموضوعة سواء بالتهديد والقمع أو بالإغراء بالمال. لكنه يجد من يتصدى له ويقف بقوة وصلابة في طريق أطماعه واطماع أسياده. ويجد الحاكم في إحدى بنات القرية حلمه المنشود فيبدأ بالتقرب منها من خلال أمها التي تعمل لديه كخادمة، لكنه يكتشف أنها مرتبطة عاطفيا بأحد الثائرين على ظلمه فيجند أعوانه للخلاص منه ليضمن قلب الفتاة. وحتى يبقي يديه نظيفة يبدأ بنسج مؤامرته بالخفاء ويلصق التهم بالثائر (مطلق) ليلهب مشاعر أهل القرية ضده. وتكتمل خطوط المؤامرة وتساعده الظروف القاسية التي يعيش تحت وطأتها أهل القرية واعتمادهم في جل رزقهم على ما يلقي به إليهم الحاكم الذي يدعى «جودت» من فتات. أصدقاء الحاكم جودت والمقربون من أبناء القرية لا تنطلي عليهم المؤامرة، وكذلك الفتاة، ويدركون أن الثائر (مطلق) كان بريئا من الجريمة وان هذه الفعلة هي من تدبير أعوان الحاكم. ويكون تأثير هذا الاكتشاف عميقا يحفز أهل القرية لمقارعة المحتل وطرده من الديار.

وتتشابك المواقف السياسة والوطنية مع العلاقات العاطفية في العمل حيث يشكل الحب وإطاره الانساني عنصرا حافزا وصلبا في التصدي لمخطط الاستعمار وأعوانه مما يدفع بأساليب التآمر إلى واجهة الحدث الدرامي. هذا الطريق الشائك والوعر يقود عبر شبكة التآمر إلى الجريمة حيث يعتقد منفذو المؤامرة وبالتالي الجريمة انهم انتصروا في معركتهم ضد الحب والخير والكرامة في القرية. الا أن صلابة الموقف الانساني المستند إلى الكرامة الإنسانية والحق المشروع في الحياة الخيرة ينتصر في النهاية، وهذه الصورة لا تمثل واقعا عربيا بذاته بل إن التجربة الوطنية والانسانية فيه تبدو مشتركة في معظم الأقطار العربية التي مرت بذات الظروف في فترة من الفترات.

المسلسل من إنتاج المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية وطلال عدنان العواملة، والقصة للكاتب المرحوم بشير هواري واخراج المخرج المتميز احمد دعيبس الذي سبق أن اخرج للمركز العربي «عرس الصقر» الذي فاز بالجائزة الذهبية عن الدراما في مهرجان تونس للاذاعة والتلفزيون وله أيضا بصمة وتوقيع على العديد من الأعمال الدرامية المتميزة، ومدير الإنتاج رياض احمد. أما الشخصيات فتجسدها نخبة من خيرة الممثلين في الأردن والعالم العربي عبر رؤية إنتاجية وإخراجية دقيقة وسليمة منهم زهير النوباني، إياد نصار، هشام هيندي، نادرة عمران، لارا الصفدي، نجلاء عبد الله، ياسر المصري، عاكف نجم، زهير حسن، جيني امبر، عثمان الشمايلة، محمد الإبراهيمي، نبيل صوالحة، إبراهيم أبو الخير.