ندوة مكتبة الأسكندرية تناقش صورة الآخر في التلفزيون

TT

نظمت مكتبة الاسكندرية بالتعاون مع المركز السويدي بالاسكندرية ندوة «صورة الاخر في شاشات التلفزيون» استهدفت مناقشة التداخلات الدينية والثقافية ودورها في معرفة الآخر، شارك في المناقشات ممثلون عن قنوات الجزيرة والفضائية اللبنانية وبي بي سي والنيل والتلفزيون السويدي ووكالة تاس. واشارت د. ناعومي صقر بقسم الاعلام والاتصالات العامة بجامعة وستمينستر البريطانية عبر دراستها «صورة الآخر العربي ناظرا ومنظورا اليه» إلى أن بعض القنوات العربية بدأت بتجربة اساليب حديثة من اجل تحسين وضعها ووجودها وذلك في الوقت الذي تقع فيه القنوات في أوروبا تحت ضغط السياسة وخاصة بعد احداث (سبتمبر) وقالت د. ناعومي هناك اكثر من طريقة لتحليل القوى المسيطرة على الاعلام ولابد من التركيز على الملاك والجمهور والصحافيين والمحررين لمعرفة من المسيطر في هذا المجال. وذكرت ان انتشار القنوات الخاصة ادى الى انتقال القوى المسيطرة على هذا المجال من قطاع الدولة الى قطاع الافراد وقد ازدادت قوة المشاهدين الذين تحاول القنوات الخاصة تلبية رغباتهم وجذبهم لمشاهدتها وهو ما جعل الاعلاميين يقومون باتخاذ القرارات المبنية على اسس سياسية واقتصادية واحصائية مأخوذة من الرأي العام. ويتجلى ذلك في وضع معظم الاعلاميين الاعتبار الاول في ايدي المشاهير والشخصيات التلفزيونية البارزة وقالت د. صقر ان التغير في شكل وسائل الاعلام يأتي مع التغير في كل مجالات حقوق ملكية وسائل الاعلام وعلينا ان نفهم القوة الحالية الموجودة في المجالات الاعلامية المختلفة اذا كنا نريد ان نحدد اتجاهات التغير في المضمون الاعلامي.

وربطت د. صقر بين السياسة والاعلام على اساس انه لا يمكن الفصل بينهما وهو ما توضحه طريقة وسائل الاعلام الغربية في تناول اخبار القضية الفلسطينية والتفجيرات والقنابل البشرية وتشير إليها على انها اعمال ارهابية في حين ان القنوات العربية تختلف في ذلك وتعتبرها عمليات مقاومة للاحتلال.

وقد تدخل جيم داونينج المصور الصحافي السويدي مشيرا الى انهم في السويد يقومون بتغطية الحدث بعيدا عن السياسة لانها تعتبر جزءاً مما تقوم الصحافة بتغطية اخباره. وقال داويننج ان هناك ضرورة لان نوضح للشباب ما يحدث في العالم ليتسنى له الفهم الصحيح لما حوله.

وقدم حسين عبد الغني مدير مكتب الجزيرة في القاهرة مداخلة عنوانها «تطور قنوات التلفزيون الفضائية العربية» مشيرا الى ان الصدمة التي اصابت المؤسسات الاعلامية العربية من جراء التغطية الاعلامية المتميزة اثناء حرب الخليج عام 1990 ـ 1991 من خلال قناة CNN الاخبارية نبهت العالم العربي الى ان الاعلام العربي لابد وان يكون قادرا على مواجهة التحدي حتى لا يخسر الجزء المتبقي من جمهور مشاهديه، لذلك ففي اواسط التسعينيات استطاعت المؤسسات الاعلامية في العالم العربي ان تبث قنواتها الفضائية الا ان حساسية الحكومات العربية والرقابة المفروضة والمحظورات الرسمية والخطوط الحمراء كانت لاتزال موجودة، وكان هذا هو الحافز للقطاع الخاص في ايجاد فرصة لبث قنوات فضائية خاصة قادرة على الهمل بصورة منفردة وقد كانت القنوات الخاصة بمثابة عملية اعادة الشباب والحيوية لكل شاشات التلفزيون العربي. وفي عام 1995 قامت قناة اخبارية الجزيرة وسرعان ما تطورت وتمكنت من تقديم تغطيات اخبارية وسياسية واقتصادية ودينية وثقافية بالاضافة الى البرامج الحوارية والتغطيات الرياضية. وقال ان نجاح تجربة تليفزيون الجزيرة يعود الى الدعم المادي والمعنوي الذي قدمته الحكومة القطرية بالاضافة الى الحماية والضمانات التي قدمتها الحكومة لهذه القناة والتي لم يسبق لها مثيل في أي من قنوات التلفزيون العربي.