عن كارثة الجزائر

أنس زاهد

TT

كما جرت العادة، لم تحظ الكارثة الانسانية المهولة التي حلت بالجزائر نتيجة الزلزال الذي ضربها مؤخرا، بالاهتمام الاعلامي والتلفزيوني المطلوب! آلاف الضحايا قضوا وأصيبوا، وآلاف المنازل دمرت، وعمليات الانقاذ سجلت فشلا ذريعا، وفرق الانقاذ الأجنبية غادرت البلاد احتجاجا على الفوضى وسوء التنظيم.. ومع ذلك فان فضائياتنا احتفظت بهدوئها الشديد عند تغطيتها الحدث.

انني لم أشاهد برنامجا واحدا تمت فيه مناقشة الأسباب التي أدت الى وقوع هذا الكم من الضحايا، ولم أتابع تقريرا تلفزيونيا واحدا يتضمن الاجابة عن الأسئلة التي لا تزال تحير الجميع، وعلى رأسها: لماذا وقع كل هذا الكم من الضحايا، بينما لا تخلف الزلازل الماثلة أية ضحية تذكر؟ لماذا لم تستعد الجزائر لمواجهة هذه الكارثة، ومن هو المسؤول عن ذلك؟

اننا أمام حدث خطير، فالزلازل لم تعد تشكل الخطر الذي كانت تشكله في السابق، ومقتل هذا العدد من الضحايا يجب أن يؤدي الى فتح ملف الكوارث الطبيعية في العالم العربي، وانخفاض درجة الاستعداد لمواجهتها.

المدنيون الذين قضوا في حرب تحرير العراق والذين لم يصل عددهم الى عشر عدد الضحايا الجزائريين، ليسوا أهم أو أغلى من الذين قضوا تحت الأنقاض في الزلزال الأخير.