ثقافة إنتاج الموت (1- 2)

أنس زاهد

TT

من هو المسؤول عن خلق وترويج ثقافة إنتاج الموت في العالم العربي؟

لقد أصبحنا أمة متخصصة في إنتاج الموت وتصديره لشتى أنحاء العالم، الموت باسم الدين والموت باسم الوطن والموت باسم القضية الفلسطينية، ونسينا في غمرة ذلك كيف نخلق خطاباً ثقافياً يحُض على الحياة ويمجدها ويشجع على ممارستها والاستمتاع بها.

الخطاب الثقافي العربي لم يعد معنياً بالحياة كقيمة، والأجيال التي نشأت في ظل هذا الخطاب وتربت على مبادئه، لن تتوقف عن تزويدنا بملايين الانتحاريين والقتلة ودعاة الموت.

لقد أصبح الإنسان العربي أداة من أدوات القتل ومبعوثاً رسمياً باسم الموت.. انه جزء من فلسفة العجز وجنون الاضطهاد والإصرار على عدم مواجهة الذات ونقدها ، بدلاً من تحميل الآخر كل تبعات الوضع المأساوي الذي نعيشه.

لقد آن الأوان لفتح هذا الملف من قبل وسائل الإعلام العربية بشكلٍ عام، ومن قبل الفضائيات بشكلٍ خاص ، على الأقل من قبيل التكفير عن الخطايا التي ارتكبتها وسائل إعلامنا التي ساهمت في ترسيخ جذور هذه الثقافة التي تنظر إلى الموت بتقديس وإجلال.

نريد خطاباً ثقافياً يحض على الحياة بدلاً من أن يمجد الموت.