تخلف مستورد

أنس زاهد

TT

ألا يكفينا كل هذا القدر من التخلف ذاتي المصدر، حتى نستورد المزيد منه من الدول الصديقة كالمكسيك وغيرها؟

الدراما العربية تخطت حكاية فقدان الذاكرة ولم تعد تعتمد عليها نظرا لسذاجتها الشديدة، لكن الدراما المكسيكية التي تمتلك قاعدة جماهيرية عريضة في عالمنا السعيد، لا تزال تلجأ إلى هذه الفكرة المستهلكة وتسطحها إلى درجة يصعب على العقل أن يصدقها أو يجاريها.

السنيورة روزاليندا فقدت ذاكرتها بعد أن تعرضت لحادث أليم، وسرعان ما ارتبطت بقصة حب ساخنة مع زوجها السنيور ألفريدو خوسيه دون أن يستطيع الأخير أن يتعرف على زوجته، ودون أن تستطيع هي أيضا باعتبارها فاقدة الذاكرة، أن تتعرف على زوجها.

سخافة ما بعدها سخافة، وركاكة وضحك على الذقون، والجمهور العربي سعيد بما يشاهده وينتظر الحلقة تلو الحلقة، ويقضي الشهر تلو الشهر في متابعة هذا التهريج الرخيص.

هذا الجمهور الذي وصل إلى هذا المستوى من الغباء، هو نفس الجمهور الذي صدق مسرحيات صدام حسين وصفق له، وهتف لأسامة بن لادن وصدقه، وحمل عبد الناصر على الأعناق وبكى ومارس هواية اللطم أثناء تشييعه.

إنها قضية وعي قاصر تمت برمجته على أن يتلقى دون أن يمحص أو يحلل أو يناقش.