مواطن ومخبر وحرامي

أنس زاهد

TT

زواج الثقافة بالسلطة بالجهل، هو المقصود بالعلاقة التي تجمع بين أبطال فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» للمخرج داوود عبد السيد.

الأبطال الثلاثة: المواطن والمخبر والحرامي، هم حسب رؤية المخرج، الأطراف الثلاثة التي تسيطر على كافة مناحي الحياة في العالم العربي، ونتيجة لزواج المصلحة الذي تم بينهم، تولد جيل جديد بلا ملامح وبلا جذور وبلا هوية.

القالب الدرامي للفيلم كان يغلب عليه طابع الرمز فبدت شخصيات الفيلم، مسطحة الى حد ما. أو بمعنى آخر فان شخصيات الفيلم لم تكن توحي بأنها من لحم ودم كما في فيلم «أرض الخوف» مثلا للمخرج نفسه.

الأحداث تلاحقت بسرعة عجيبة في الجزء الأخير من الفيلم، فأصبح الأسلوب أقرب الى الحكاية أو الحدوتة، بعد أن كان الايقاع في البداية، بطيئا ومتماسكا.

على صعيد التكنيك لا أعتقد أن الفيلم يمكن أن يكون علامة بارزة في مشوار داوود عبد السيد السينمائي، لكنني أعتقد أنه كان كذلك على صعيد الرؤية الفكرية والاجتماعية والسياسية التي طرحها.

«مواطن ومخبر وحرامي» قدم رؤية جريئة وغير مسبوقة للواقع العربي.