إلسي فرنيني تعود مع «صور ضائعة» وتستعيد أمجاد المسلسلات اللبنانية

TT

بعد غياب قسري عن الشاشة الصغيرة تعود الممثلة اللبنانية السي فرنيني في مسلسل «صور ضائعة» عبر محطتي تلفزيون المستقبل الارضية والفضائية، وتؤدي دور سيدة عصرية مستقلة، ترفض فكرة الزواج جملة وتفصيلاً، مكتفية بتربيتها ابن اخيها، الذي يسد حاجتها الطبيعية للامومة.

وانطلاقاً من هذه الشخصية تقول فرنيني في حديث لـ«الشرق الأوسط» انها لن تقبل بعد الآن سوى الادوار التي تتناسب وتطلعاتها المنسجمة مع الجيل، الذي تنتمي اليه، مقدرة ان طبيعة سنها تجد في المجال الفني الدرامي دائرة واسعة لمناقشة مختلف المشاكل والمعضلات التي تتعلق بالعالم أجمع. ومعتبرة ان «الدول لم تعد منفصلة عن بعضها البعض، وانما انصهرت لنعيش جملة من الافكار والهموم التي يعرفها ابناء العرب مع بعض الاختلافات».

من هنا تشير السي فرنيني الى ضرورة انفتاح الاعمال العربية واللبنانية بشكل خاص على افاق ابعد مما هي عليه، خصوصا ان المجال الفني شهد بنظرها تحررا نسبيا من لائحة الممنوعات السابقة وعرف جرأة اوسع في طرحه للمشاكل الاجتماعية.

وتشدد فرنيني على اهمية القاء الضوء بوضوح على جميع الانحرافات، التي وصفتها بالمخيفة في عالم الشباب الراهن، قائلة «ان في ذلك محاولة لاحاطتهم واهلهم باسبابها وعواقبها الخفية». ووصفت التلفزيون بالآلة الخطرة، متمنية على ادارات القنوات العربية الاهتمام بالجانبين الانساني والاجتماعي.

وعن الشهرة قالت فرنيني «انها لم تغرها يوماً، فلطالما عرفت انها برّاقة، فقط من الخارج، وقد حرصت دوما في اختيارها لاعمالها على النوعية الجيدة ولم تلتفت الى الكمية ابداً. كما أولت حياتها العائلية الاهتمام الاكبر».

وشهرة فرنيني في المجال التلفزيوني تعود الى العناية الالهية، كما تقول، منوهة بعامل الجمال الذي كان ومازال جواز مرور الى قلوب الناس، ولكنها اشترطت منذ البداية اقترانه بالمضمون الحسن. ولم تنكر فرنيني وقوعها في خطأ اختيار بعض الادوار السابقة، عازية ذلك الى ظروف خاصة، هي نفسها دفعتها بعد توقف طويل للقبول بدبلجة المسلسلات المكسيكية.

الصعوبات التي يواجهها كل فنان في لبنان، هي التي اقلقت السي حيال دخول ابنها يورغو شلهوب المجال الفني، خصوصا لانها تعتبر «ان المسلسل اللبناني قد تراجع، فقد مكانته السابقة في الفترة التي قرّر فيها يورغو التمثيل»، ولكنه نجح على حد قولها «مديراً ظهره للصعوبات التي عانينا وما زلنا نعاني منها بسبب لامبالاة الدولة لامرنا كفنانين وانعدام الاستمرارية في الاعمال المعروضة».

وتعتبر السي فرنيني ان عائلتها فنية بامتياز، فزوجها هو المخرج والممثل جورج شلهوب، اضافة الى ابنها يورغو ويطيب لها ان تستعيد المسلسلات التي نفذتها سابقاً، مشيدة باهميتها الدرامية، الامر الذي ما لم يعد موجوداً اليوم. ذلك ان الاستديو آنذاك، لم يكن يخلو من النجوم.

وتساءلت اليوم عن دور المسلسل اللبناني بالمقارنة مع المسلسلين المصري والسوري، متأسفة لعرض الاعمال اللبنانية في اوقات ميتة ومتأخرة في الليل.

واشارت فرنيني الى ان الاعمال المصرية تتقوقع في نطاق بيئتها الخاصة وتتمحور في الاغلب حول موضوع واحد، مقدرة الجانب التاريخي من المسلسل السوري، الذي اسس برأيها لصناعة جيدة على مستوى الاعمال التلفزيونية، رافعاً ايّاها الى مراتب عليا. واضافت اننا كفنانين عرب يجب ان نناقش افكار المواطن العربي في مواجهة الفكر الغربي، واثنت على الاعمال المشتركة التي تتيح التناقل الحضاري والتراثي الانساني الرائع. وابدت فرنيني اعتزازها بمسلسل «صور ضائعة» الذي اجتمعت فيه مواهب الممثلين اللبنانيين والمخرج السوري غسان جبري، اضافة الى تولي شركة «عرب» السورية عملية انتاجه، مع العلم انه عرض فقط على التلفزيون السوري خلال شهر رمضان الماضي، «لعدم التمكن من توزيعه على قنوات اخرى في وقت يشهد كثافة اعمال تلفزيونية».