القتل ليس حلا

أنس زاهد

TT

اطلاق كلمة «الاستشهاديين» من قبل بعض الفضائيات العربية، على الشبان الانتحاريين الذين يقتلون أنفسهم ويقتلون عشرات المدنيين من الاسرائليين في كل عملية، هو انعكاس لثقافة أخذت على عاتقها ترسيخ الاستهتار بقيمة الحياة وتمجيد الموت، وكأن الانسان أتى الى الحياة كي يموت لا لكي يحيا.

الانسان أتى ليعمر الأرض وليستمتع بالحياة، والهدف الذي يستحق أن يبذل الانسان قصارى جهده في سبيل تحقيقه، هو السعي الى جعل الحياة أفضل وأكثر جمالا، وليس قتل النفس وقتال الآخرين، تعبيرا عن حالة اليأس المرعبة التي تعيشها أجيال الشباب في الوطن العربي.

اننا بحاجة الى كل هؤلاء الشبان الذين يرمون بأنفسهم الى الهلاك، وهم يعتقدون أنهم يحسنون صنعا. لو تعلم هؤلاء الشبان، ولوأنفقت الجهات التي تجندهم وتبعثهم الى الموت على مهمة تعليمهم مثلما تنفق على عملية تحويلهم الى ألغام بشريَّة، لحقق وطننا مكاسب ربما لا نستطيع أن نتخيلها.

ان حربنا الحقيقية هي ضد التخلف والفقر والفساد والطغيان، والعلم هو أحد أهم الحلول لمواجهة مشاكلنا، أما القتل والانتحار فانهما لن يؤديا الا الى مزيد من التخلف والضياع.

القتل ليس حلا، والترويج لثقافة انتاج الموت وتصديره، هو قمة اليأس.