أعيدوا إلى العود اعتباره

انس زاهد

TT

أعجبني كثيرا عازف العود اللبناني الشاب مازن صالحة، وأعجبني أكثر أنه ينتمي الى جيل كان الكثيرون يظنون أن علاقته بآلة العود قد انتهت. آلة العود هي أهم عناصر ذاكرتنا الوجدانية، مثلما هو الحال بالنسبة للبيانو لدى الغربيين، والجيتار بالنسبة للإسبان، ولذلك أعقد أن التشجيع على تعلم عزف العود والحث على تأليف المقطوعات الموسيقية الخاصة به، هو أحد أهم واجبات الدولة في لبنان والعالم العربي عموما، حتى لا نفقد ذاكرنا الوجدانية. ونعود الى مازن صالحة الذي يتميز بحس شرقي مرهف، لم تنل منه تقنيات العزف الحديثة وذات الطابع العلمي، التي تعلمها ويستخدمها في مقطوعاته. انني اعتقد أن عبق الشرق ما زال يسكن ريشة هذا الشاب، رغم أنه يسير على درب التأليف الموسيقي، كما استشففت ذلك من خلال ألبومه زرياب. المأخذ الوحيد الذي سجلته على مازن صالحة ووليده زرياب، هو طغيان الايقاع الذي كان يجب أن يكون خافتا، حى يفسح للعود مجالا أكبر ومساحة أكثر عمقا ورحابة. لكن كيف يتسنى لصالحة أو غيره أن يفعل ذلك في ظل غياب الدعم الرسمي، وفي ظل طغيان لغة السوق على معادلة الانتاج الفني في العالم العربي؟ اعادة الاعتبار الى العود، مهمة لا يمكن أن تحقق بواسطة مجهود فردي.