الإعلامية اللبنانية عبير: لا ضير في تحول عارضات الأزياء إلى مقدمات برامج

أشياء كثيرة تنقصني وما زلت أتعلم.. لكني بدأت مرحلة الحصاد * أحلم بمحاورة الشيخ نصر الله وجنبلاط

TT

لا يتجاوز مشوار الاعلامية اللبنانية عبير ماضي خمسة اعوام، الا انها استطاعت ان تترك اثرها الجيد على برنامجها في محطة «ان.بي.ان» اللبنانية وذلك لمرونتها اللافتة في اجراء المقابلات وموضوعيتها في طرح الاسئلة. وعبير تطل على الشاشة الصغيرة بفقرة سياسية عنوانها «لقاء اليوم» ضمن البرنامج اليومي «صبحية». وتشير في حديث لـ«الشرق الأوسط» الى «ان طريقة طرح الاسئلة على الضيف بصورة موجهة ومباشرة من شأنها ان تجعل الحلقة متماسكة تدور في قالب مشوق».

وتحضر ماضي عادة مادتها للحلقة التي ستقدمها بدقة متناهية تشمل شخصية الضيف وتاريخه، كما تدرس جوانب وتفاصيل من شأنها ان تضيء على الموضوع عنوان الحلقة. وتقول: «اتابع دائماً البرامج السياسية، خاصة برامج «التوك شو» فأراقب الضيف وأحفظ المعلومات التي اتلقاها خلال الحوار في ذاكرتي، لاستعين بها عند الحاجة».

وعن الانطباع العام الذي كوّنته عن السياسيين في لبنان تقول: «جميعهم متشابهون، لا حول ولا قوة لديهم لاحداث تغيير ما، فهم يأتون ويذهبون من دون تحقيق الكثير، لأن الازمات في النظام السياسي العام موجودة منذ زمن لا تزال تتراكم يوماً بعد يوم».

وعبير ماضي التي امضت طفولتها في استراليا وعادت الى لبنان، وهي على ابواب المراهقة ترى انها كانت محظوظة في هذه العودة التي اتاحت لها التمتع بالدفء العائلي والارتباط المباشر مع الاهل، الامر الذي اصبح مفقوداً في استراليا بشكل عام، الا انها من ناحية اخرى تفتقد الصدق والصراحة في التعبير والتعامل بين اللبنانيين، لأن معظمهم يلجأ الى الكذب والمراوغة في اكثر الاحيان للحصول على مبتغاه، وهو امر تنفر منه كما تقول، مضيفة: «اعتقد اننا نحتاج الى ثورة اصلاح لوضع الامور في نصابها الصحيح والا ذهب كل شيء سدى». ولا تنفي عبير رغبتها في استضافة شخصيات لبنانية معينة، منهم الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله الذي تصفه بالرجل الشجاع والصريح. وكذلك الوزير السابق، والنائب وليد جنبلاط الذي تعتبره صاحب شخصية مميزة، لها وقعها الخاص في كل حدث، «انه بمثابة شرارة لا تنطفئ، باستطاعتها ان تولع كل ما يحيط بها بلحظة». وتقول عبير «ان المرأة السياسية في لبنان صاحبة دور محدود، لم يتسن لها بعد ابراز وجهها القيادي، اذ لا تزال تشغل الرقم «2» في اللعبة السياسية، فلم تستطع ان تكون زعيمة سياسية مثلاً، الا ان الامر يعود لقلة عدد اللواتي يخضن غمار العمل العام ولتشبث الرجل بدوره الرائد في هذا المجال».

وتعتبر عبير أن اشياء كثيرة تنقصها في مسيرتها الاعلامية «اليوم بدأت احصد، لكن ما يزال لدي الكثير لاتعلمه، وكل يوم اعيشه اشعر انني اكتسبت منه ثقافة تصقلني وتضعني على الطريق الصحيح». اما عبارات الاطراء فهي لا توليها اهتماماً، وتدخل من اذن لتخرج من الثانية، الا انها تستدرك «احب الكلام الجميل النابع من القلب واستطيع ان اميزه عن غيره، فهو يدفعني للعطاء بشكل اكبر فيغذي نجاحي ويزيد من تألقي ويرفع نتيجة جهدي في العمل».

ومن بين البرامج السياسية التي تتابعها تذكر «كلام الناس» لمارسيل غانم عبر محطة «ال.بي.سي» و«المسائية» على شاشة الـ«NBN» اضافة الى برامج اخرى تعرض على قناة «الجزيرة».

وترى عبير ان الـ«ان.بي.ان» قطعت شوطاً لا يستهان به في مجال الاعلام الاخباري فاثبتت جدارتها، ومقارنة مع المحطات الاخرى فهي استطاعت وبامكانيات قليلة وخجولة ان تثبت شخصيتها، فيما محطات اخرى لاقت الدعم المادي والمعنوي للانطلاق بقوة. وعن سبب مغادرة عدد كبير من مذيعي الـ«ان.بي.ان» الى محطات اخرى، مما جعلها تلقب بـ «المحطة المعهد»، اكدت عبير ان الاغراءات المادية لعبت دوراً في هذا المجال، الا ان انتشار مذيعيها في افضل المحطات الاخبارية الفضائية العربية هو دليل قاطع على نجاحهم انطلاقاً من الـ «ان.بي.ان». واشارت الى انها «لا تنتظر اي فرصة مواتية لمغادرة الـ «ان.بي.ان» وان القرار صعب ويلزمه التفكير ملياً، لا سيما ان المحطة المذكورة هي بمثابة بيتها الثاني».

وتعتبر عبير تغطية اخبار «حرب العراق» احدى اهم المحطات المهنية التي مرت بها حتى اليوم، فزادتها خبرة ومعرفة واكسبتها معلومات لغناها بالاحداث والتطورات السريعة. وتعتقد ان «الاعلامية اللبنانية هي الافضل على الساحة العربية، ان باسلوبها او بثقافتها وحضورها والدليل على ذلك غزوها بشكل ملحوظ غالبية المحطات الفضائية العربية».

واما حلمها فهو مغاير لاحلام الفتيات في عمرها، لأنه يدور حول الانسانية ويهدف الى ايجاد حل نهائي للحرب وقيام دولة فلسطينية حرة، وفي ذلك تقول: «آن الاوان لوضع حد للمعاناة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني واعتقد ان له الحق في التمتع بقليل من السلام». ولا تعتبر عبير ان جمال الشكل له الدور الاساسي في العمل المرئي، «لأن الصورة تأتي في الصدارة، الا انه يصبح باهتاً فيما لو فقد الحضور والمادة الذكية» وهي ليست ضد موجة ملكات الجمال او عارضات الازياء اللواتي تحولن الى التقديم التلفزيوني وتقول: «ما المانع طالما هن يتمتعن بنسبة عالية من الذكاء والحضور؟!». اما مبدأها في الحياة فمحوره الكد والتعب و«بدونهما لا طعم للنجاح الحقيقي!».