زياد والتراث الرحباني

أنس زاهد

TT

أتفهم تماما نزوع الملحن والمؤلف الموسيقي زياد الرحباني نحو التجريب، وأتفهم رغبته في التنفيس عن هذه النزعة، عبر اعادة توزيع أعمال والده وعمه التي الفاها ولحناها لفيروز.

الشيء الذي لم أفهمه ابدا، هو عدم لجوء زياد الى اعادة توزيع الألحان القديمة التي قدمها لوالدته، سواء تلك التي جاءت ضمن المسرحيات الغنائية للأخوين رحباني، أو تلك التي لحنها في أواخر السبعينات عبر ألبوم «وحدن».

ربما كان زياد يرى أن الألحان التي قدمها عمه ووالده، قد تجاوزها الزمن، وأنها بحاجة الى ما من شأنه أن ينفض الغبار من فوقها، ويجلو الصدأ عنها. وربما كان زياد يرى أن الحانه التي قدمها لوالدته تحت رعاية ابيه وعمه، مثل «قديش كان في ناس» قد سبقت زمنها وأنها على هذا الأساس ، ليست بحاجة الى تجديد من أي نوع.

قد يبدو كل ذلك، بشكل أو بآخر، من حق زياد، لكن هذا لا يمنع من أن السؤال المحير ما يزال قائما : لماذا يحاول زياد أن يسلب موسيقى الأخوين رحباني، روحها وشخصيتها، وكأنه يسعى الى أن يحمل الناس على نسيان التراث الرحباني؟

زياد موسيقي لا شك في أهميته، لكن هذه الأهمية ستتضاعف فيما لو ترك التراث الرحباني وشأنه.