نخاصمها أم نتركها؟

أنس زاهد

TT

في زمن الانترنت والفضائيات وثورة المعلومات والاتصالات، لم يعد ممكنا لأية جهة مهما بلغت قوتها، أن تحبس الشعوب وراء الستار الحديدي.

في البرلمان المصري طالب عدد من النواب الذين ينتمون الى جماعة الأخوان المسلمين، الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الاعلام، بحظر عرض أغنيات اللبنانية نانسي عجرم وبعض المغنيات الأخريات، لأنها تتضمن ايحاءات جنسية تتسبب في اثارة الشباب وربما في افسادهم.

انني أستغرب أن يتقدم نواب برلمانيون في بلد عربي يعاني كغيره من البلاد العربية ، ما يعاني من مشاكل جدية، بطلب عجيب كهذا الطلب وانني لا أفهم كيف يمكن للمواطن أن ينتخب عضوا برلمانيا ويضع ثقته فيه، ثم يقوم هذا العضو باهدار كل هذا الوقت والجهد للمطالبة باصدار قرار بمنع عرض بعض الأغنيات.

ألا يعرف هؤلاء أننا نعيش زمن الأقمار الاصطناعية التي لا قبل لأحد بالتحكم فيما تبثه، أم تراهم يعرفون ولكنهم يعملون على افتعال ضجة لا مبرر لها سوى اثارة الناس والعمل على تهييج مشاعرهم الدينية، واقناعهم بأننا نعيش في مجتمعات كافرة؟

لو كانت مشاكلنا تنحصر في نانسي عجرم لكنت أول من دعا الى أن نخاصمها ونسيبها في ذات الوقت.