لو كان عبد الناصر حيا (1 ـ 2)

أنس زاهد

TT

كنت اتمنى ان أفهم حرفا واحدا من الحلقة التي خصصتها مقدمة برنامج خانة اليك الذي تقدمه شبكة راديو وتلفزيون العرب «ايه آر تي» لسرد محاسن ومناقب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، حيث استعانت على قضاء هذا الغرض باثنين من الصحافيين الناصريين. لم أفهم شيئا مما قاله المتحاورون، فالجميع تحدث عن تجربة سياسية استمرت حوالي عقدين من الزمان، بلغة شاعرية محضة والشعر حسب قناعتي لا يصلح أداة لمناقشة التجارب السياسية، خصوصا الحافلة منها بالهزائم والكوارث التي غطت بالتساوي، كافة مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية. أما اكثر ما لفت انتباهي واثار تعجبي ، فهو السؤال الافتراضي الذي طرحته المذيعة على ضيفيها والذي تطوع كثير من المتصلين للاجابة عليه هل كان سيحدث ما نراه الآن على الساحة العربية، لو كان الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ما زال حيا؟ لقد كان الأولى بالسيدة المذيعة ان تسأل عن دور ومسؤولية عبد الناصر فيما يحدث الآن وكان الأولى بها بدلا من سؤالها الافتراضي، ان تسأل سؤالا تاريخيا كنا بانتظار طرحه والاستماع الى الجواب عليهما عن اسباب هزيمة 67 المذلة التي نتج عنها احتلال مساحات قياسية من الأرض العربية في زمن قياسي؟

اذا كانت هذه الكارثة قد حدثت على يديه ، فماذا تراه كان فاعلا لو استمر حتى الآن.