كفوا أيديكم عن العراقيين

أنس زاهد

TT

كيف يمكن لمؤسسات اعلامية ومحطات فضائية، المفروض أنها تتحلى بالحد الأدنى من الاحساس بالمسؤولية، أن تطلق وصف «مقاومة» على من احترفوا الارهاب في العراق وتورطوا في تدبير وتنفيذ الهجمات الانتحارية التي كان المواطنون العراقيون أكثر ضحاياها.

يجب أن تتحلى هذه الفضائيات بالاحساس بالمسؤولية. واذا كان الكثيرون يشعرون بالعداء تجاه الأميركيين، فليس من الحكمة أو الأمانة أو الضمير في شيء، أن يدفع الشعب العراقي فاتورة هذه الكراهية، من أمنه واستقراره ومستقبله. العراقيون عانوا كما لم يعان شعب عربي آخر من الاستبداد والفقر والخوف والبطش. واذا كنا كعرب غير قادرين، ولن أقول راغبين، في مساعدة هذا الشعب للتخلص من محنته، فان الحد الأدنى من الاحساس بالمسؤولية يلزمنا أن نتمنى النجاح للتجربة العراقية بدلا من العمل على افشالها نكاية في الاميركيين. الخطاب التحريضي الذي تبثه بعض الفضائيات العربية فيما يختص بالشأن العراقي، ليس له هدف آخر سوى إفشال التجربة العراقية التي نتمنى أن تتوصل الى اقامة أول مجتمع مدني في العالم العربي. ألا يكفي أننا تجاهلنا مأساة العراق طوال خمسة وثلاثين عاما، لنعمل الآن بكل هذا الحماس، على افشال تجربته الوليدة.

كفوا ايديكم عن العراقيين.