الحب والشوكولاتا

انس زاهد

TT

يبدو والله أعلم أن احدى فناناتنا الجميلات قد وقعت خلافا لما هو مألوف، في عشق طفل لم يصل بعد الى مرحلة الرجولة أو حتى البلوغ. هذا الاستنتاج ليس مبنيا على الحدس أو حتى الفهلوة، بقدر ما هو استدلال قائم على شواهد من الصعب دحضها أو التشكيك فيها. فالانسان الذي يمكن أن يستجيب لنداء الغرام ويلبي دواعي العاطفة عن طريق أصابع الشوكولاتا، لا بد وأن يكون طفلا صغيرا تعود أن تتوقف حدود اللذة والمتعة لديه عند قوالب البسكويت وعلب الشوكولاتا وأعواد المصاصة، رغم ما تمتلكه حبيبته من مقومات أنثوية صارخة كالتي تمتلكها فاتنتنا الشقراء التي شدت بهذه الأغنية المغمّسة في مسحوق الكراميل والحليب والكاكاو. على اية حال فاننا أمام سابقة خطيرة من نوعها، فها هي سيدة مكتملة الأنوثة تقع في هوى قاصر لم يتجاوز مرحلة الفطام الا بسنوات قليلة ولعل السبب في ذلك يعود الى أن زمنا أصبح فقيرا في انجاب الرجال الحقيقيين الذين يقدرون عاطفة الحب حق قدرها.

لكن الكارثة الحقيقية تتمثل في أن هذا القاصر الذي «ما تمرتشي فيه الشوكولاتا» التي اغتدقتها عليه حبيبته بسخاء طمعا في الوصول الى قلبه الصغير، قد تنكر للحب العظيم الذي ولد في أحضان أفخر وأجود أنواع الشوكولاتا. يبدو أن فنانتنا المحبوبة لم تشفع علب الشوكولاتا الفاخرة بزجاجات السلاش أو الكوكا كولا أو السن توب.