الفنان أحمد دوغان: الفن في لبنان تحكمه المحسوبيات وليس الموهبة

TT

قال الفنان اللبناني احمد دوغان لـ«الشرق الأوسط» ان الفن في لبنان تحكمه المحسوبيات وليس الموهبة، مضيفا انه لم يغب يوماً عن الوسط الفني او ينقطع عن اصدار اعمال جديدة، الا ان شركات الانتاج التي كان يتعاون معها لم تلتزم بجهتها من الاتفاق، فلم تروج اعماله كما يجب، لذلك قرر في شريطه الجديد ان يتعاون مع شركة جديدة رفض الافصاح عن اسمها ستدعمه كما يفترض. واستغرب دوغان التقصير الحاصل من قبل شركات الانتاج، «فنحن نسجل الشريط على حسابنا الخاص ونسلمها اياه كاملاً ولا نطلب سوى الترويج له عبر الاعلانات والفيديو كليبات ومع ذلك لا نحصل على ما نستحق». وكنوع من التعويض قرر دوغان تصوير 4 اغنيات قديمة اضافة الى اغنيتين جديدتين على طريقة الفيديو كليب.

الا انه لم ينف وجود عوامل اخرى ساهمت في تغييب اسمه عن جمهوره «فأنا لا ابقى في لبنان باستمرار لأن الوضع الاقتصادي يجبرني على اقامة الحفلات في الخارج لأضمن استمراري. كما ان العقد الذي سبق ووقعته لمدة 3 سنوات مع احدى المؤسسات الاعلامية حجبني عن غيرها من المحطات». واضاف: «وللأسف فإن ظهوري عبرها لم يكن مكثفاً كما يجب كما ان معاملتها لم تكن على المستوى المطلوب. فهل يعقل ان يساووا بين فنان من الجيل القديم وفنان صاعد؟».

ورغم انه لم ينف شرعية الاحتكار لدعم الفنان الا انه رفض أن يخضع له فنان بنى لنفسه اسماً كبيراً على مر الزمن من دون ان يتأمن له المقابل المادي والمعنوي «فالفنان بحاجة الى مؤسسة تتفرغ له وتحتضنه بشكل صحيح لتؤمن انتشاره». لكنه اسف لأن المؤسسات في لبنان تخضع للمحسوبيات «فهم يدعمون فنانين مغمورين بسبب تدخل من يملكون المال لصالحهم وهذا دمر الفن الحقيقي لأن معظم هؤلاء الفنانين لا يمتلكون الموهبة وانما ظهورهم المتكرر جعل الناس يتعودون عليهم ليس اكثر».

ورأى ان سوء الممارسة سبّب غياب الهوية اللبنانية عن الاغنيات «فهم يستوردون الجمل الموسيقية من الخارج ثم يركبون عليها الكلمات، لأن السائد حالياً هو موجة الاغاني الراقصة». إلا أنه لم ينكر ان الرحابنة استقوا بعض ألحانهم من التراث العالمي «لكنهم لم يسرقوها كاملة كما يحدث اليوم. فالملحنون لم تعد لديهم الرغبة في الابداع بل صاروا يتسابقون على سرقة الالحان الاجنبية ليدعوا لأنفسهم التفوق». والقى احمد دوغان اللوم على الملحنين «لأن معظم الشركات افلست ولم يبق سوى تلك التي تحصل على دعم مالي كبير، كما ان غياب قانون حماية لحقوق المؤلفين سمح بحدوث السرقات الفنية مما اساء الى وضعها المالي».

ودوغان يفضل اعتماد اللون الموسيقي الذي يناسب مشاعره واحاسيسه ويرفض اتباع اي لون غنائي لمجرد انه نجح مع غيره واوصله الى القمة وقال: «فاليوم لم يعد هناك مطرب اول او ثان بل هناك اغنية اولى تفرض نفسها على المستمعين اما الفنانون فيدخلون في سباق محموم لحفظ وجودهم في السوق الفنية». ولرغبته الجادة في الابتعاد عن التكرار يقوم دوغان بالتلحين لنفسه او البحث عن ملحنين جدد لأنهم سيقدمون افضل ما عندهم لاثبات انفسهم. الا انه حتى الآن لم يلحن لغيره من الفنانين «فهم يخشون ان ألحن لهم ولا ادري لماذا».

كما ربط تدهور الوضع الفني بما يحصل من سيطرة للمادة على القيمة الفنية «اذ لم تعد هناك اسماء لامعة في الوسط الفني بل هناك فنانون يبرزون الى دائرة الضوء طوال بث اغنياتهم ويختفون مع توقف بثها. والحق ليس على ابناء الجيل الجديد بل على الشركات الفنية التي تتكفل بهم وتكثف من ظهورهم بشكل مبالغ فيه ثم تتوقف لسبب او لآخر عن دعمهم فلا يملكون القدرة على الاستمرار». واضاف: «كذلك هناك مشكلة الاذاعات التي ترفض بث اي اغنية لأي فنان مهما كان مستواها اذا لم يدفع مقابل بثها، صحيح ان من حق الاذاعة ان تقبض لقاء بث الاغنية كنوع من الاعلان عن الشركة المنتجة لكن من الخطأ ان يشترط الدفع للبث». والحل برأيه «ان يتحد الفنانون ويشكلوا قوة ضاغطة للحصول على حقوقهم من دون ان يسيئوا الى غيرهم».