رجل الأقدار أم رجل الساعة؟

أنس زاهد

TT

من يتابع مسلسل «رجل الأقدار» عن سيرة عمرو بن العاص، يلاحظ طريقة التخاطب بين الممثلين وأسلوب التحدث بالفصحى الذي تغلب عليه روح العصر، وطريقة الأداء التي يطغى عليها الطابع الشعبي الحديث.

لست بالقطع من انصار الأداء الخطابي الوقور، لكنني اعرف ان لكل عصر سماته المتميزة وطابعه الخاص، وبالتأكيد فإن اسلوب اداء الممثلين في هذا العمل، خصوصا فيما يتعلق بالشكل العام للحركة والنطق، هو اقرب الى الروح الشعبية المعاصرة منه الى الروح التي كانت سائدة في عصر صدر الاسلام.

ليس من المعقول أو المقبول ان يتحدث أبو جهل بنفس أسلوب معلمي القهاوي أو تجار الصنف، وليس من المنطقي ان يخاطب عمرو بن العاص قبل دخوله في الاسلام، عبد العزى بن عبد المطلب بلقب أبي لهب. أما ما ليس طبيعيا بحق، فهو استشهاد عمرو بن العاص بشطر من أحد أبيات الشعر الشهير «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن» وهو البيت الذي كتبه المتنبي في القرن الرابع للهجرة! «رجل الأقدار» كان أسوأ ما قدرته علينا الفضائيات العربية هذا العام.