نورما نعوم من عرش الجمال إلى تقديم «ستديو الفن»

المذيعة اللبنانية حققت شغف طفولتها وتسعى الى برنامج ثقافي

TT

شكّل اختيار المخرج اللبناني سيمون اسمر، ملكة الجمال السابقة نورما نعوم لتقديم برنامجه «ستديو الفن» مفاجأة للمشاهدين، كما شكل للملكة الحلوة تحدياً لأن عليها الجمع بين الحضور الجميل والقدرة على الحوار على اساس التقديم التلفزيوني الجيد والمدروس، لذا مارست الكثير من التدريبات داخل الاستديو وفي غرفتها، فقرأت اللغة العربية بأعلى صوت ومرنت صوتها على الالقاء السليم، فحولت السرعة في الاداء التي واجهته في البداية الى مرونة وسهولة، وجعلت من الحوار ركيزة اساسية مبتعدة عن التصنع الذي تنفر منه.

وملكة جمال لبنان للعام 1999 نورما نعوم تدرس الحقوق، وهذا ما أهّلها للوصول الى «ستديو الفن» لتمارس شغفها الطفولي بتقديم البرامج التلفزيونية كما قالت لـ «الشرق الأوسط» خلال حوار اجري معها في ما يلي نصه:

* كيف بدأت فكرة الاشتراك في ستديو الفن؟

ـ كانت تروقني فكرة تقديم البرامج منذ البداية، وهذا ما تبين في المحطات التلفزيونية بمجملها من خلال المقابلات التي اجرتها معي، لذلك قدمت لي عروض عمل، لم اجد فيها ما يناسبني سوى «ستديو الفن»، وقد رشحني له المخرج سيمون اسمر ضمن لائحة كبيرة، وكان ان تلقيت اتصالاً منه بعد مدة للاتفاق على الامر.

* تخوضين تجربة التقديم للمرة الاولى كيف تجدين الامر؟

ـ ان تقديمي لبرنامج «ستديو الفن» كبداية، يحمل في نظري اهمية قصوى، واذا كنت ارغب في تقديم برنامج مميز واطمح الى نوعية اخرى من البرامج، الا انني ارى في «ستديو الفن» برنامجاً مهماً لأنه تبوأ منذ فترة مرتبة الصدارة، اضافة الى توالي عدد من المذيعات الشهيرات على تقديمه، وانا فخورة لكوني سأصبح واحدة منهن.

* ولكن كيف تقيمين نفسك كمقدمة برامج؟

ـ اشعر بالراحة، لست جديدة على الكاميرا والتلفزيون في الاساس على الرغم من تبدل الظرف من ملكة جمال الى مقدمة، وخلال سنة تتويجي اعتدت الظهور في مقابلات تلفزيونية مباشرة ودونما ادنى تحضير، مما ولد الفة بيني وبين الكاميرا واهلني في الارتجال والحوار، وسهل عملية التعاطي مع آلة ثابتة وبالتالي مع الآخرين. لنترك امر تقييمي للوقت، فالتلفزيون يعكس ادائي بوضوح اكبر، لعلي احلم بأن اكون مذيعة جيدة.

* هل يقتصر دورك على التقديم فقط؟

ـ اقوم بافتتاح بعض الحلقات، وهو ما تنفذه فئة التقديم في حلقات اخرى، اما دوري الاساسي فيكمن في الربط بين المشتركين واعضاء لجنة الحكم، فأطرح على اللجنة عدداً من الاسئلة للاستيضاح بشأن امور تهم المشتركين وتجيب على اسئلتهم الدفينة وتبرز لهم تقييم اللجنة لادائهم كي يعملوا على تحسينه في الحلقات التالية، ولا اسعى ابدا الى تقييم المشترك. وهناك مهمة اخرى علي ان اقوم بها وهي محاورة ضيف الحلقة، ولعله دور كبير يتخطى التقديم، متطلباً سعة الاطلاع والحضور الذهني الدائم.

* هل تقومين بتمرينات معينة لتحسين أدائك؟

ـ ارهقتني التمرينات التي شملت كيفية وقوفي على المسرح والاماكن التي أكون فيها وطريقة التحاور مع الآخرين بما يتضمن من اللغة السليمة واللهجة المفهومة، بالاضافة الى طريقة طرح الاسئلة على كل من المشتركين والضيوف واعضاء لجنة الحكم وما تدربت عليه جيداً منذ شهر ونصف شهر هو تبادل الحوار بعيداً عن النمط الكلاسيكي في طرح الاسئلة المكتوبة، وكثيراً ما عيّن لي المخرج اسمر المواضيع التي احضرها في منزلي من خلال القراءة بصوت مرتفع، واستمع جيداً الى طريقة ادائي، فأقف عند الاخطاء التي ارتكبها ثم اعيد القراءة مرة اخرى امام المخرج في الاستديو.

* كم تقدرين نسبة تطورك في الاداء؟

ـ كنت اتكلم بداية بطريقة سريعة جداً وهي مشكلة دفعتني الى التدرب على اعتماد البطء، الى جانب ابتعادي عن اللهجة المحلية واستعمال الفاظ فصيحة قريبة من الجميع، وكان سيمون اسمر يطلق على لهجتي صفة «الاكاديمية» مما دفعني الى تغييرها، وبالنسبة للالقاء فلم اجد صعوبة نظراً لكوني طالبة حقوق واجيد اللغة العربية بطلاقة قراءة ولفظاً.

* وما هي مؤهلات المذيعة الجيدة بنظرك؟

ـ من ابرز المؤهلات التصرف بطريقة طبيعية بعيداً عن التصنع والتقليد، واعتماد الحوار العميق الذي يقوم اساساً على الالمام التام بموضوعه بعيداً عن تفريغ ما يكتب على الورق، فيجب على المذيعة الجمع بين الحوار السليم حول موضوع هام تحدده مع اقل ما يمكن من الكلام والوقت.

* ما هي اهمية كونك ملكة جمال في تقديم البرنامج؟

ـ لعل الفكرة الاهم ان اكون ملكة جمال لبنان لأقدم برنامج ستديو الفن، فالمظهر يساعدني كثيراً في التقرب من الجمهور ولكن ذلك يذوب بعد لحظات، خصوصاً ان فترة البرنامج ثلاث ساعات مما يستدعي تمتعي بمستوى فكري جيد.

* هل يقلقك التفكير بالظهور للمرة الأولى كمقدمة؟

ـ ان شعوري بالقلق هو الحافز الاهم لتطوري، وهو ما كنت اشعر به خلال المقابلات التي استضافتني.

* من المعروف ان برامج تخريج الفنانين اصبحت مستهلكة، فما الذي سيميز ستديو الفن؟

ـ ان الفرق واضح بين تلك البرامج بالمقارنة مع «ستديو الفن» فالسائد ان هذه البرامج متخصصة تعنى بفئة من الفنون دون اخرى. الا ان ستديو الفن برنامج شامل ومنظم تتمثل فيه جميع المحافظات والفئات التي تتناول الرقص والغناء على انواعهما والتقديم وعرض الازياء وتصميمها، بالاضافة الى الفئة المستحدثة للفيديو كليب، وهو ما يؤمن فرصاً وميزة لجميع المواهب التي يتم اختيارها من قبل لجنة حكم قديرة.

* وممن تتألف لجنة الحكم لهذا الموسم؟

ـ انتظروا الحلقة الاولى لترونهم بأنفسكم، فاللجنة تضم اشخاصاً عاصروا ستديو الفن طويلاً، الى جانب اسماء اخرى مطروحة وهي قيد التداول.

* هل تشعرين بالقلق لتقديمك برنامجا كانت تقدمه الاعلامية الناجحة هيام ابو شديد؟

ـ هيام ابو شديد من الاشخاص الذين لاقوا استحساناً من الجمهور، فقد جمعت الحضور الجيد وسرعة البديهة وخفة الدم والموضوعية، فهي مثل اقتدي به ولا احاول تقليده، فالجمهور يعرف هيام ابو شديد الممثلة، ومقدمة البرامج، ويعرف نورما نعوم ملكة الجمال، وبما انني اواجه التجربة للمرة الأولى ارى اختلافاً في الاداء بين كلتينا، نظراً الى كوننا ننتمي الى ظروف مختلفة، وانا ارغب في تحقيق نفسي والظهور بشخصية مستقلة حسبما اراد لي مخرج البرنامج.

* اين تجدين نفسك في برامج التسلية ام الثقافة؟

ـ اعتقد ان لبرامج الترفيه اهمية كبرى، فهناك برامج لها شهرة واسعة على صعيد العالم ويتم تقليدها من جميع المحطات، ولكن المؤسف ان تتحول معظم البرامج الى التسلية فتقضي على الثقافية منها.

* كم من الوقت تمضين امام شاشة التلفزيون؟

ـ ازداد اخيراً اهتمامي بمتابعة البرامج بعد اختياري لتقديم «ستديو الفن»، على الرغم من كثرة انشغالاتي بالدراسة والتمرينات للبرنامج.

* نلاحظ اقبال ملكات الجمال على التقديم التلفزيوني وهو ما يراه البعض تطفلاً على المهنة، ماذا تقولين؟

ـ انا اخالفك الرأي، اذ ان عدد ملكات الجمال المقدمات قليل جداً، ومن فعلت فلأن القيمين على البرنامج وجدوا فيها المؤهلات الفكرية الكافية لذلك، فلماذا لا نكون ارباباً للتقديم كغيرنا؟

* لو عرض عليك تمثيل فيلم سينمائي ماذا تقررين؟

ـ عرض علي ذلك ولم اقبل، لأني ببساطة لا اجد نفسي مطلقاً في التمثيل، ولا يرضي ذلك طموحي ابداً.

* هل هناك افكار برامج تودين تقديمها مستقبلاً؟

ـ لدي الكثير من الافكار، وابرزها برنامج شامل للنواحي الثقافية والترفيهية على اساس التنويع والاتجاه الى هدف واحد من الجمهور لعله يكون عمر الشباب، انطلاقاً من مواضيع محددة، ولن اشترك في برنامج آخر الا بعد تمكني من التقديم وهو ما سيكسبني اياه «ستديو الفن».

=