التخدير صناعة عربية

أنس زاهد

TT

خبر عجيب تناقلته الفضائيات العربية عن ظهور علامة على خد جنين فلسطيني تحمل حروف اسم أخيه الذي قتلته القوات الاسرائيلية قبل أشهر.

لم أصدق نفسي وأنا أشاهد الخبر المصور على شاشة «إم بي سي»، فرغم كل ما تتميز به الفضائيات العربية من عدم عقلانية، إلا أنني لم أكن أتصور أن تصل هذه الفضائيات إلى مرحلة التعاطي مع الشأن الفلسطيني ومع الصراع العربي الإسرائيلي وفق هذه العقلية الغيبية، وهذا المنطق الذي يستند إلى الخرافة بصورة سافرة.

إنني لا أستبعد أن تستعين الفضائيات العربية في القريب العاجل، بالعرافين وقراء الكف والطالع وضاربي الودع، لسؤالهم عن مستقبل القضية الفلسطينية بدلا من اللجوء إلى المحللين السياسيين والباحثين المتخصصين في هذه الشؤون.

انه جزء من أزمة الفكر، العقل العربي الذي يرفض التعامل مع الواقع ومعطياته، وينزع إلى إقحام الغيبيات والروحانيات في قضايا لا تحتمل سوى تحكيم العقل والمنهج العلمي، وهي حيلة نفسية يلجأ إليها الأفراد كما تلجأ إليها الأمم في حالات اليأس وانعدام الثقة في الحاضر والمستقبل معا.

التخدير صناعة عربية.