«يجب أن نفهم»

أنس زاهد

TT

حملة التشكيك التي قادتها الفضائيات العربية ضد «وثيقة جنيف» أصابتني باليأس ورسخت قناعتي السابقة بوجود الكثير من الأطراف والأشخاص الذين يريدون أن تستمر معاناة الشعب الفلسطيني الى ما لا نهاية. الوثيقة هي أكبر صفعة على وجه حكومة شارون واليمين الإسرائيلي برمته، ومحاولات قتلها في المهد لن تعود بالنفع الا على عصابة الليكود التي تحلم بإقامة إسرائيل التوراتية، فلماذا تفتح تلفزيوناتنا أبوابها لكل من يريد خنق هذه الوثيقة الحلم؟ لقد وضع جميع منتقدي الوثيقة عبر الفضائيات ، سلسلة طويلة من المطالب والشروط ونسوا أننا نحن من يقف موقف الضعف والذل، و تتناسوا أن وضعنا وواقعنا لا يسمحان لنا بإملاء الشروط على الطرف الآخر الذي لن يجني من حالة السلام ما سنجنيه نحن، لقد تبنت الفضائيات العربية من الوثيقة موقفا مماثلا للموقف الذي أعلنه المتشددون والمتطرفون في الجانبين، فإلى متى نستمر في فرض الشروط والى متى نتحدث بكل هذا الاستعلاء والغرور وكأننا نحتفظ بمفاتيح الحل داخل جيوبنا؟ يجب أن نواجه واقعنا و نعترف بحدودنا وبتواضع إمكاناتنا من تلقاء أنفسنا، بدلا من أن نعرف ذلك على أيدي عدونا.