كشفت مصادر مسؤولة في نواد رياضية جزائرية لـ«الشرق الأوسط» ان قناة راديو وتلفزيون العرب «ايه. آر. تي» اشترت حقوق بث مقابلات الدوري الجزائري لكرة القدم بمبلغ 400 مليون دينار جزائري (حوالي نصف مليون دولار). وفي الوقت نفسه،أفاد مصدر مأذون في الرابطة الجزائرية لكرة القدم أن نوادي الدوري الأول في البطولة الجزائرية لكرة القدم تلقت قبل يومين نسبة من عائدات بث مبارياتها على قناة «ايه. آر. تي»، نافياً أن يكون هناك أي اعتراض أو عدم رضى من قبل هذه الأندية. وأوضح المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «هذه أول مرة تستفيد منها نوادي القسم الأول لكرة القدم من مبلغ محترم مقابل بث مقابلاتها على التلفزيون، وقد اجتمعنا يوم الأربعاء مع رؤساء النوادي وسلمناهم جزءا من مستحقاتهم وكان الجميع راضيا وسعيدا». وأضاف نفس المصدر أن كل ناد سيحصل خلال هذا الموسم على 4 ملايين دينار مقابل حقوق البث، نصفها من قناة «ايه. آر. تي» والنصف الآخر من التلفزيون الجزائري.
وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم قد وقع مع «ايه. ار. تي» التابعة لمجموعة «دلة البركة» اتفاقا حصلت القناة بموجبه على حقوق البث الحصري لجميع مقابلات بطولة الدوري الأول لكرة القدم في الجزائر وبيعها للأطراف الأخرى في العالم، كما احتفظ التلفزيون الجزائري بحقوق بث نفس المقابلات على مستوى القناة الأرضية الجزائرية والقناتين الفضائيتين فقط. أما مقابلات المنتخب الجزائري لكرة القدم فقد بقي حق بثها للتلفزيون الجزائري لوحده.
وبرر مستشار مدير التلفزيون الجزائري للشؤون الرياضية عبد الحفيظ دراجي توقيع الاتفاق مع قناة «ايه. آر. تي» بحاجة الاتحاد إلى مصادر جديدة للتمويل وقد وجدت هذه الهيئة من خلال هذا الاتفاق الجديد «متنفسا ماديا وموارد مالية إضافية، ونحن في التلفزيون لا حق لنا في منعها من الحصول على هذه الموارد، كما أنه ليس بإمكاننا شراء حقوق البث الحصري في الجزائر وفي الخارج لأن ذلك سيكون مكلفا». وأضاف دراجي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن التلفزيون الجزائري يستفيد أيضا من هذا العقد على اعتبار أنه هو من يقوم بالمساعدة التقنية وبإنتاج إشارة المباريات.
وأشارت مصادر «الشرق الأوسط» إلى أن توقيع الاتفاق مع «ايه. آر. تي» جاء ليضع حدا لحالة «فوضى» في بث مباريات بطولة كرة القدم الجزائرية، فقد كانت العديد من الفضائيات العربية تصور وتبث لقطات من المباريات «دون حسيب ولا رقيب ومن دون أن يستفيد الاتحاد والنوادي من أي مقابل، أما الآن فنأمل أن يكون الاتفاق مع راديو وتلفزيون العرب فرصة لإنهاء حالة النهب والفوضى التي لا تشهدها الدول الأخرى». وكشفت نفس المصادر أن مسؤولي الاتحاد الجزائري لكرة القدم قد تلقوا، منذ التوقيع على العقد مراسلات من «ايه. آر. تي» تخبرها أن بعض الفضائيات لا تزال تبث لقطات من هذه المقابلات، وقد راسل الاتحاد بدوره التلفزيون الجزائري ورؤساء النوادي ومديري ملاعب كرة القدم لحثهم على عدم السماح بتكرار هذه التسريبات.