مفاجأة المذيعات

أنس زاهد

TT

لماذا يريد البعض تصوير ظهور المذيعات السعوديات على شاشة القناة الإخبارية باعتباره سابقة خطيرة تنذر بعواقب وخيمة؟

أذكر تماما العديد من المذيعات السعوديات اللاتي كن يظهرن من خلال برامج الأطفال والأسرة والمنوعات، وأذكر تماما رغم حداثة سني في ذلك الوقت، أن الأمر لم يسترع انتباه أحد ولم يجرح مشاعر أحد ولم يستفز أي إنسان.

الآن وبعد مرور أكثر من عقدين على ما كان المجتمع يتعامل معه باعتباره طبيعيا للغاية، يحاول البعض تهييج الرأي العام واستفزازه بمنح تفسيرات عجيبة للظاهرة التي أصبحت جديدة بالنسبة لأجيال لم تتعود على ظهور مذيعات ينتمين إلى بلادهن.

يجب أن نعترف بوجود جيل سعودي وعربي نشأ على النظر إلى كل ما هو طبيعي باعتباره شاذا وخارجا عن المألوف، حتى نفهم ردة فعله العجيبة التي تراوحت بين الدهشة والإنكار والاعتراض والأمل، حيال واقعة أقل ما يمكن أن توصف به هي أنها طبيعية.

يجب أن نعترف أننا أخطأنا في حق هذا الجيل حتى لا تتكرر المأساة وحتى لا تتفاقم ويخرج علينا جيل يرى في ذهاب الفتاة إلى المدرسة أو الجامعة ما يستوقف الانتباه ويوجب الإنكار.

التحديث مسألة غير اختيارية في عالم اليوم.