«ستار أكاديمي» يشغل اللبنانيين عن مشاكلهم اليومية وذروة المشاهدة تصل أثناء التصويت

TT

تواظب شريحة من اللبنانيين على مشاهدة البرنامج الفني للهواة «ستار اكاديمي» الذي تعرضه محطة «ال. بي. سي LBC» على طريقة تلفزيون الواقع (Real TV) والمستوحى من برامج تلفزيونية مشابهة ذاع صيتها في اوروبا واميركا على السواء.

وتستحوذ اجواء الاكاديمية، التي تتولى المؤسسة اللبنانية للارسال «ال. بي. سي LBC» ايصالها للمشاهد طيلة 24 ساعة من خلال قناة خاصة بها، على مجمل احاديث بعض اللبنانيين الذين وجدوا فيها متنفساً يبعدهم عن كلاسيكية البرامج السياسية او الاجتماعية التي تعرض على غالبية الشاشات اللبنانية فتشغلهم الى حد ما عن مشاكلهم اليومية. وتصل ذروة احتدام المناقشات قبيل ظهور نتيجة التصويت الاسبوعية للمتبارين الثلاثة الذين تتم تسميتهم من قبل اساتذة الاكاديمية استناداً للجهود والعمل والاداء التي يقدمونها طيلة الاسبوع. ويصير التصوير من قبل المشاهد عبر اتصالات هاتفية او رسائل إلكترونية مباشرة، وهي طريقة معروفة لدى اللبنانيين عامة بعدما سبق واعتمدت في برامج فنية وترفيهية اخرى مثل «سوبر ستار» على قناة «المستقبل» ومسابقة ملكة جمال لبنان عبر «ال. بي. سي». ومن شأن هذه الاتصالات انقاذ احد المتبارين الثلاثة، فيما يتحول الباقون الى عملية تصويت مباشرة من قبل زملائهم في الاكاديمية تخول احدهما الخروج من اللعبة او الاستمرار فيها. واثر اعلان النتيجة في سهرة التي تقدم مساء كل جمعة يتبادل اللبنانيون التهاني او التعازي، كل حسب التصويت الذي ادلى به، بينما يلتزم قسم منهم اللامبالاة تجاه الامر اذ يعتبرون البرنامج مجرد لعبة لا تستأهل كل هذه الاثارة وحرق الاعصاب من اجلها.

ورغم التعليقات السلبية التي يلاقيها البرنامج من قبل بعض الاشخاص العاديين او حتى من قبل رجال السياسة، واحدثها ما جاء على لسان الوزير السابق النائب وليد جنبلاط الذي قال: «ان «ستار اكاديمي» برنامج يساهم في نشر التفاهات»، الا ان القيمين على البرنامج من جهتهم يجدون انتشاره كافياً، خصوصاً ان الاستطلاعات اظهرت ان نسبة مشاهديه تبلغ 34 في المائة وهي نسبة مرتفعة وجيدة حسب رأيهم مقابل هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية المتاح للمشاهد رؤيتها عبر الكابلات والصحون اللاقطة.

ويلاقي المتبارون شعبية كبيرة لدى الكبار والصغار وبين طلاب الجامعات وتلامذة المدارس. حتى ان بعضهم راح يقلّد الاحب له على قلبه تعبيراً عن اعجابه به، كأن يضع مثلاً قبعة صدفية على رأسه بشكل مستديم تيمناً بالمصري محمد عطية، او ربط قطعة قماش ملونة في اليد اليمنى كما يفعل التونسي احمد الشريف، او ارتداء الثياب الرياضية الخارجة عن المألوف على طريقة السورية مريم عطا الله. حتى ان بعضهم حاز القابا تلازمه، وقد استوحيت من تصرفاتهم وشخصياتهم. فاللبناني برونو طبال يلقب بـ«ابو ملحم» نسبة الى الممثل اللبناني الراحل اديب حداد الذي عرف بشخصية الرجل الطيب والحكيم الذي يتوسط لحل الخلافات بين جار وجاره وبين صديق وصديقة. اما التونسي احمد الشريف فيعرف بـ«فالنتينو» نظراً لتمتعه بعدد كبير من المعجبات، اضافة الى القاب اخرى ساهم البرنامج نفسه في ترويجها لاصحابها كـ«الزعيم» للسعودي محمد الخلاوي و«مس نومينيه ـ Miss nomin» للتونسية سمية الجويني.

وتلاقي فقرة «المفاجأة» التي يعدها المسؤولون عن البرنامج لاحد المتبارين مساء كل جمعة اهتماماً من قبل المشاهدين عامة. وغالباً ما تحمل معها الدموع التي يذرفها اصحابها كردة فعل طبيعية لحدوثها على المسرح او مباشرة على الهواء، كما حصل مثلاً مع التونسية بهاء الكافي اذ ظلت تحت آثار الصدمة لفترة من الوقت بعدما فوجئت بوصول والدتها غير المتوقع على المسرح او عندما جيء بايمان خطيبة احمد الشريف او باصدقاء برونو في الحلقات السابقة.

وتبقى الاجواء الدرامية سائدة في البرنامج حتى اعلان عملية التصويت. ويشعر المتبارون انفسهم بالفراغ عند مغادرة احد زملائهم فيظهرون احاسيسهم مباشرة امام الكاميرات التي تحيط بهم من كل جنب في مبنى الاكاديمية. فها هو المصري محمد عطية بقي متأثراً فترة من الوقت لغياب التونسي امين الرشيدي فراح يستمع لاغاني بصوته تعويضاً عن غيابه. وضرب النعاس عيني احمد التونسي بعد رحيل زميله الاماراتي يوسف كاظم فقرر النوم في سريره تعبيراً عن مدى اشتياقه له.

يذكر ان جميع المشتركين الذين يغادرون الاكاديمية يبقون على اتصال دائم مع فريق اعداد البرنامج والمسؤولين عنه. وهم يحلون ضيوفاً مميزين عليه، وهذا حصل اخيراً مع اللبنانية نسرين جبران التي خرجت من البرنامج من المرحلة الاولى له.