إعلاميون يحذرون من خطورة القنوات الفضائية العربية والأجنبية على المشاهد العربي

الرقابة التقليدية في مثل حالات القنوات الفضائية والانترنت وما تبثه من مواد ضارة غير مجدية

TT

حذر اعلاميون مصريون من خطورة مشاهدة ومتابعة برامج بعض القنوات التجارية الفضائية العربية والأجنبية بسبب توجهها الربحي الذي يجعلها تعرض برامج ومواد جنسية تثير الغرائز وتسيء إلى القيم العربية وتضع المجتمعات العربية في مأزق كبير وطالبوا بدور تقوم به الأسرة والمدرسة من أجل حماية أبناء المجتمع من الآثار السلبية لمثل هذه البرامج والأفلام المثيرة للغرائز. وأشاروا في ندوة عقدت يوم الخميس الماضي في معرض القاهرة الدولي للكتاب حول الفضائيات والانترنت والاعلام العربي الجديد إلى دور يجب أن يقوم به الاعلامي العربي في هذا المجال حتى لا يساهم في دعم تلك الفضائيات.

وقالت الدكتورة ليلى عبد المجيد بكلية اعلام القاهرة ان بعض الفضائيات العربية لا يهمها سوى الربح، ولذا تحاول كسب المشاهد العربي بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة فتعرض ضمن مادتها أفلاماً وبرامج تثير الغرائز وتضر بالقيم وتسيء إلى المشاهد. وذكرت الدكتورة ليلى ان شبكة الانترنت تثير الكثير من الجدل وتتساوى مع الفضائيات العربية في ما تمثله من أخطار للمتعاملين معها، حيث يقتصر التعامل معها على التسلية وتلقي المواد المثيرة جنسياً، وهذه الأجهزة الاعلامية جميعها سواء كانت فضائيات أو انترنت يجب أن تواجه بتربية مجتمعية تحرص على اخراج أفراد قادرين على التعامل مع مثل ما تقدمه من مواد ضارة وتستفيد مما تقدمه من مواد مفيدة.

وأشارت الدكتورة ليلى إلى أن العالم المفتوح الذي نعيش فيه يجعلنا لا نفرق بين الاعلام المحلي أو الدولي حيث جعلت الأقمار الصناعية والفضاءات المفتوحة هذه المسميات غير دقيقة فقد صار المحلي دولياً، بسبب ما نشهده من تطور تكنولوجي مذهل. ودعت الدكتورة ليلى إلى ضرورة تقييم ما يصل إلينا عبر وسائل الاعلام الفضائية، مشيرة إلى أن 4 ملايين عربي يتعاملون مع شبكة الانترنت وأن نسبة كبيرة منهم تستخدمه لأغراض التسلية واللهو، ولذا يجب أن تكون هناك توعية للاستفادة من الانترنت بعيداً عن الاستخدامات غير المفيدة، كما دعت إلى ضرورة العمل على زيادة مستخدمي الانترنت لمحو أميتهم، مشيرة إلى أن المجتمعات العربية تواجه في سبيل ذلك تحدياً آخر هو محو الأمية التعليمية.

وقالت الدكتورة ليلى إن الرقابة التقليدية في مثل حالات القنوات الفضائية والانترنت وما تبثه من مواد ضارة غير مجدية ولا بد من اللجوء إلى الفرد وتنميته مجتمعياً حتى يستطيع بنفسه اختيار ما يفيد، كا يجب تنمية وعي وتدريب الاعلاميين العرب ليدركوا أهمية الارتفاع بالقيم الاجتماعية والحفاظ عليها بما يقدمونه من مواد ولا يجرون وراء ما يقدم في الغرب.

وتحدث الاعلامي المصري عبد اللطيف المناوي عن واقع الاعلام العربي السيئ، مشيراً إلى أن هناك احصائيات تشير إلى حالة من التردي يجب العمل بسرعة على الخروج منها وقال إن تقرير التنمية البشرية العربية يشير إلى أن نصيب العرب من الصحافة أقل بكثير من نصيب الغرب منها حيث أن نصيب ألف شخص من الصحافة العربية لا يتجاوز 53 نسخة بينما يصل نصيبهم في الغرب إلى 285 نسخة، أما بالنسبة لأجهزة الكومبيوتر فإن نصيب ألف شخص عربي منها يصل إلى 18 كومبيوترا في حين يصل نصيبهم في الغرب 78.3 جهاز كومبيوتر. وذكر المناوي أن حجم الانتاج العربي من الكتب 0.08% من الحجم العالمي للانتاج وهو أقل مما تنتجه تركيا بمفردها.

وتحدث المناوي بعد ذلك حول الفضائيات العربية، مشيراً إلى أن 70% منها تملكها الدول، أما الباقي فمملوك لأشخاص غير مستقلين، وأشار إلى أن هناك تطوراً هائلاً وفيضاناً لن تستطيع ايقافه الأجهزة الاعلامية الرسمية في الدول العربية.

وأشار إلى أن هناك صعوبات تواجه الاعلام العربي ترتبط بطبيعة السلطة الحاكمة واستحالة الوصول إلى المعلومات والتأكد من صحتها وفرض سيطرة عليها بشكل مباشر وقانوني يضر بالاعلام العربي، وذكر أن هناك قيماً سائدة وفساداً تسيء بمجملها إلى الاعلام الذي يعتبر افرازاً للمجتمع، وتجعله يتسم بالسطحية وعدم المصداقية والبحث عن الاثارة.

وقال إن هناك حاجة ملحة للتوقف ودراسة لغة الخطاب الاعلامي المستخدم، ودور الفضائيات في اطار لغة الخطاب هذه، وذكر أنها استطاعت أن توجد شكلاً من أشكال التواصل وملأت فراغاً كبيراً تجلى في التغطية الاخبارية والمنافسة الحقيقية في المجال الخبري، لكن هناك مشكلة في المضمون المقدم أحياناً داخل هذه القنوات، وهو ما جعلها تلعب دوراً سلبياً تجاه المواطن العربي تمثل في قيامها بدور المحرض على التظاهر، كما أنها رفعت سقف الأحلام العربي الذي خلق بدوره حالة توقع غير حقيقية وهذا ما تجلى واضحاً في الحرب الأميركية ـ البريطانية على العراق وسقوط بغداد.

وأشار المناوي إلى أن الفضائيات العربية مثل «الجزيرة» و«العربية» لعبت دوراً في دغدغة مشاعر الجماهير العربية، ولم يكن هناك تفريقاً بين الخبر الصحيح وغير الصحيح، ومن أتيحت له الفرصة لمشاهدة ومتابعة الفضائيات الأخرى اكتشف أنه يتابع حرباً مختلفة، ودعا الفضائيات العربية إلى أن تكون أكثر أمانة وأن تقدم الخبر كما هو.

وذكر أن الفضائيات العربية بخاصة والاعلام العربي عموماً ساهمت في اصابة المشاهد العربي بالاحباط بعدما حدث في الحرب على العراق.