المخرجة المصرية إيناس الدغيدي حددت مواقع تصوير فيلمها «الباحثات عن الحرية» في باريس

TT

أمضت المخرجة المصرية ايناس الدغيدي بضعة أيام في باريس لاختيار أماكن التصوير الخارجي لفيلمها الجديد الباحثات عن الحرية . ويتابع الفيلم حياة ثلاث شابات مهاجرات، مصرية ولبنانية ومغربية، يلتقين في باريس وتتوطد بينهن صداقة هي أشبه بحلف في مواجهة الغربة.

الشرق الأوسط تحدثت الى ايناس الدغيدي وهي تتجول في العاصمة الفرنسية وضواحيها وتحدد ما تراه مناسبا للفيلم.

* هل وجدت ضالتك؟

ـ نعم، سأصور في ضاحية فيرساي، بالاضافة الى حي مونتمارتر في باريس، ومناطق المهاجرين في باريس، وفي جادة بيغال ايضا.

* لكن التصوير لن يكون سهلا في أحياء شديدة الازدحام مثل هذه.

ـ أنا قاصدة الزحمة والصعوبة، لأن هذه الاماكن مليئة بالوجوه العربية، وقد تعمدت ان يكون التصوير في يوم السبت، أي في عز الموعد الاسبوعي للتسوق.

* ألا يضايقك ما يقال عن أفلامك من انها تحتوي مشاهد جريئة دائما؟

ـ لا يضايقني هذا، ففي افلامي جرأة في الموضوع، لا في المشاهد، ثم ان الجرأة في السينما شيء مطلوب. ولهذا اقول ان الباحثات عن الحرية يتناول موضوعا جريئا في اسلوب طرحه، مثل كل افلامي السابقة. وبالنسبة لما يشاع عن افلامي، يبدو ان المشكلة ليست في المشاهد الساخنة كما يزعمون، بل في ايناس الدغيدي.

* أفهم من هذا ان هناك من يقصدك، أنت بالذات، بالشائعات؟

ـ قد لا أكون مقصودة بشكل متعمد، لكن هذه السمعة التصقت بي كمخرجة جريئة لأنني قدمت أمورا في افلامي سبقت بها غيري. والحاجات هذه اشياء واردة في الفن لأن السينما مختلفة عن الواقع. نحن لا نحاكم الفن بمعيار أخلاقي. ان معايير الاخلاق هي للحياة الواقعية ولا يمكن تطبيقها على السينما.

* يعني؟

ـ يعني ان الشخصيات اللاأخلاقية في الفن اكثر ثراء من الشخصيات الملتزمة بحدود الأخلاق، وهي تتيح للمخرج أو لكاتب السيناريو ان يحلل أسباب انحراف تلك الشخصيات ويرسم حولها حكاية مشوقة.

إن فكرة هذا صح وهذا غلط تحدد من دائرة الابداع الفني، ثم اننا يجب ان نرى الشخص الوحش (بكسر الواو والحاء) لكي نميز الشخص الجيد. وأنا في رأيي هذا لا يأتي بجديد، فالشخصيات السوية لا تصنع دراما، من أيام شكسبير الى يومنا هذا.

* بطلات فيلمك الجديد من ثلاثة بلدان مختلفة.

ـ نعم، إذ ستقوم عارضة الازياء وملكة جمال لبنان السابقة نيكول بردويل بدور الفتاة اللبنانية، ومن المغرب اخترت المطربة والممثلة سناء مزيان لدور الفتاة المغربية، ومن مصر داليا البحيري، بالاضافة الى هشام سليم وأحمد عز.

* ورد ذكرك، أخيرا، في تحقيق نشرته مجلة تايم الاميركية. فهل أصبحت مضرب مثل في الحديث عن النساء الجريئات؟

ـ المجلة نشرت تحقيقا عن المرأة العربية الحديثة، ووقع اختيارها عليَّ من مصر على أساس انني امرأة حديثة ولست تقليدية أو محجبة، أي انني استطيع ان أقول رأيي بلا حرج رغم انني انتمي الى مجتمع متزمت بشكل عام مثل مجتمعنا العربي.

* هل أنت ضد الحجاب؟

ـ لست ضد الحجاب لو كان مجرد زي، لكني ضده اذا كان عنوانا لفكر. واعتقد ان الحجاب في أيامنا هذه تحول من زي الى فكر.

* ما رأيك بالقانون الفرنسي ضد الحجاب وغيره؟

ـ قرأت عنه، ورأيي ان كل امرأة حرة في زيها، وإذا كنا نحترم حرية الفرد فعلينا الا نتدخل في لباسه. الناس تلبس ميني جوب ولا احد يقول لها لماذا، لكن يبدو ان الفرنسيين لجأوا الى هذا القانون بعد ان تحول الحجاب الى مفهوم والى فكر. والبلاد هذه ليست اسلامية، ويبدو انهم يخافون من الفكر المتطرف، وقد لا تكون الست المحجبة هي المقصودة، بل أمور أبعد من ذلك.

* أخذ الباحثات عن الحرية حقه من الدعاية قبل انتهاء تصويره، فهل هناك مشروع آخر في الأفق؟

ـ عندما أكون في مرحلة التصوير فإنني لا افكر بأي مشروع ثان، كل همّي ان اخلص الموضوع الذي في يدي.

* والأقاويل التي تسبق كل اعمالك، ألا تشعرك بالاحباط؟

ـ لا ازعل ولا اتضايق ولا احبط، فالانسان الذي لا يذكره احد، لا بالخير ولا بالشر، هو انسان لا وجود له.

* يسعدك إذاً ان يقال عنك المخرجة الجريئة.

ـ طبعا، الجرأة بمعنى الشجاعة والقوة وامتلاك روح المواجهة هذه ليست عيبا، والتحرر ليس عيبا، والانسان الجريء هو انسان حر وصريح. ونحن جميعا نحتاج ان نكون صريحين واحرارا. ويا ليت حرية ايناس تكون حرية المجتمع العربي كله.