أضعف الإيمان

أنس زاهد

TT

لم تنل قضية الوثائق التي كشف عنها في العراق أخيرا، والتي تثبت تلقي بعض الإعلاميين العرب رشاوى مالية وهدايا عينية من نظام صدام حسين، الاهتمام الذي تستحقه والتغطية التي تناسبها.

الصمت الذي مارسته الفضائيات العربية تجاه هذه القضية، رافقه صمت مماثل من قبل المتهمين بتلقي الرشاوى الصدامية، وبعض هؤلاء يتمتع بشهرة كبيرة ويحظى بجماهيرية عريضة، فلماذا يسكت المتهمون بدلا من أن يوضحوا الحقائق ويواجهوا الاتهام بجرأة وشجاعة؟ ولماذا تعتم الفضائيات على هذه القضية الخطيرة خصوصا أنها تمس بعض العاملين فيها والمنتسبين إليها والمحسوبين عليها، وبالتالي فإنها تمس سمعة هذه المحطات التي تصر على أنها مستقلة ولا تتلقى أوامر من أي أحد ولا تعمل على تنفيذ توجيهات أي نظام.

قضية الرشاوى بحد ذاتها ليست خطيرة إذا ما قارناها بواقع التعتيم المريب الذي تمارسه الفضائيات العربية وخصوصا المعنية منها مباشرة بالقضية. وهو تعتيم يهدف إلى مباركة الرشاوى أو التستر عليها في أفضل الأحوال.

الواجب على الفضائيات المعنية فتح تحقيق فوري مع الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في الوثائق العراقية واطلاع المشاهدين على نتائج هذا التحقيق. انه أضعف الإيمان.