في ذروة الهجوم على «ستار أكاديمي» في السعودية.. خلاوي يكسر حاجز التصويت بـ71 في المائة

TT

«ستار أكاديمي»، واللقطة لمن لم يشاهدها. شبان سعوديون من مختلف الأعمار في احد مقاهي جدة، مشدودون للشاشة في حالة ترقب. مسؤولو الخدمة متوقفون وفي أيديهم طلبات الزبائن، وينظرون نحو الشاشة. وما ان ظهرت على شاشة التلفاز نسبة 71 في المائة للشاب السعودي محمد خلاوي الذي سجد مطولاً تعبيراً عن شكره لله، إلا وساد المكان لحظة انفعال أشبه ما يكون بهدف الفوز للمنتخب السعودي في نهائي دولي. ما اضطر دوريات الأمن أن تنظم حركة السير على كورنيش جدة بعدما أربكته مجموعات كبيرة من المتحمسين والمشجعين للنجم السعودي في البرنامج.

ستار أكاديمي جمع السعوديين بلا شك، ولكن على طرفي نقيض. ففيما اشتعلت منابر المساجد في ظهيرة يوم الجمعة الساخنة في مختلف أنحاء السعودية نقداً وقدحاً في البرنامج، حقق السعوديون في المساء أعلى نسبة ترشيح لممثلهم الخلاوي منذ بدء البرنامج، حين وصلت النسبة إلى 71 في المائة.

الكاتبة والباحثة الاجتماعية بدرية البشر قالت لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما يكون لدينا رد فعل تجاه كل طارئ على ثقافتنا. رغم أن برنامج مثل ستار أكاديمي يدخل ضمن إطار التعددية البرامجية على الشاشة. فحرية التعبير بمساوئها، أفضل من غلق المنافذ مهما كانت محاسنه. بمعنى احتمال ما يمكن أن يتسرب مع هذه الحرية من برامج مسطحة أفضل من فرض نمط واحد بسلبيات».

وترد البشر على من يرى أن مثل هذه البرامج سبب في التطرف غير المحمود، قائلة «التعددية لا يمكن أن تؤدي إلى تطرف، ولكن الفكر الأحادي هو الذي يفرز الإرهاب. فقبول الآخر بمساوئه جزء من البيئة الاجتماعية الصحية. ويجب ألا تقوم الدنيا إذا ظهر برنامج لم ينل اعجابنا، أو إذا رأينا أحدهم يشتري وردة. فضلاً عن أنه ليس منطقياً أن نفرض ثقافتنا على الجيل الجديد».

انه التفاعل في السعودية الذي بات يوجد مساحة لكل شيء. وأضحت مكاناً متاحاً للحب، والسياسة، والفن، وخطب المساجد، وآراء الجمهور الذي لم يعد يأبه كثيراً إلا بما يحب.