صوت العراق

أنس زاهد

TT

أحب المطرب العراقي الراحل ناظم الغزالي لأن حنجرته تختزل شعبا بأكمله. صوت ناظم الغزالي له شخصية تحمل كل مزايا ومقومات الشخصية القومية العراقية بكل متناقضاتها وثرائها. صوت ناظم حزين إلى درجة الانكسار، وفتي إلى درجة العنفوان .. قوي إلى درجة الاستبداد، ورقيق إلى حد الشجن .. متعلق بالحياة إلى درجة الشبق والاندفاع، وغارق في الرومانسية إلى حد التأمل والتصوف .. عذب إلى درجة النعومة، وحاد إلى درجة الحراشة .. منفلت إلى درجة الجنون، وخجول إلى حد الانطواء .. جريء إلى درجة المغامرة، وحالم إلى حد الخجل .. متسلط إلى درجة الطغيان، ورقيق إلى حد التذلل.

حنجرة ناظم الغزالي اختزلت شخصية قومية بأكملها، وهذا النوع من الأصوات لا يموت، وهذا النوع من المغنين غير قابل للفناء، فالفن هو مرآة الشعوب، وهو باق ما بقيت هذه الشعوب .. والغناء هو التجسيد الصوتي لهذه الشعوب، وهو التعبير الحي عن ثقافتها وتاريخها ومعالم هويتها.

ناظم الغزالي هو هوية العراق السمعية.