عن المونولوج الغنائي

انس زاهد

TT

المونولوج من القوالب الغنائية الحديثة التي ولدت إبان عصر النهضة الموسيقية الذي دشن له سيد درويش. المونولوج قالب غنائي مستوحى من فن الغناء الأوبرالي، حيث يمتد الغناء ويتدفق ويسترسل من دون وجود مذهب أو كوبليه أو جمل لحنية تتكرر بين الحين والآخر.

المونولوج هو فن الاسترسال، وهذا هو مكمن صعوبته وفرادته. فعملية التلحين التقليدي تعتمد على خلق جمل مفتاحية تكون بمثابة الحجر الأساس في البناء الموسيقي.. وهو ما يسهل للملحن عمله ويساعده على توليد الجمل اللحنية وعلى استيحائها. أما فن المونولوج فهو يلتقي مع التأليف الموسيقي في الغزارة والاسترسال والتدفق والاندفاع والنفس الطويل وخصوبة المخيلة الموسيقية. ولأنه فن صعب ويحتاج إلى ذائقة موسيقية متميزة للتفاعل معه، فقد اختفى فن المونولوج منذ الأربعينات، أي منذ أن اعتزل محمد القصبجي التلحين وتوقف محمد عبد الوهاب عن تعاطي هذا اللون، حتى أعاد الأخوان رحباني إحياءه مرة أخرى عبر العديد من الأعمال «لملمت ذكرى لقاء الأمس»، «راضية»، «بكوخنا يا بني»، «رح حلفك بالغصن».. وغيرها.

المونولوج نقلة نوعية في تاريخ الغناء الشرقي.