العلامة الفارقة

انس زاهد

TT

بعد مرور سنوات على ظهورها في الساحة الغنائية العربية ونجاحها الذي لا ينكره أحد، أستطيع أن أقول بضمير مرتاح أن أصالة أصبحت لديها مدرسة خاصة في الأداء الغنائي. مدرسة أصالة تعتمد على قوة الصوت وعنفوانه بغض النظر عن الاحساس.. وأقصد بالاحساس القدرة على التعبير والتعامل مع الكلمة بما يتناسب مع دلالاتها من ناحية النبرة وطبقات الصوت وطريقة الالقاء.

مدرسة اصالة خرجت العديد من التلاميذ والتلميذات كانت مواطنتها رويدا عطية هي آخرهن.. ورويدا عطية بدون شك صاحبة صوت قوي تصعب مجاراته، لكن أداءها يظل محدودا للغاية من ناحية الاحساس.

بدون شك الصوت القوي ميزة لا تتوفر لدى كثيرين، لكن يبقى الاحساس والقدرة على التعبير العنصر الأساس الذي يجب أن يتوفر لدى المغني الناجح.. عبد الحليم حافظ مثلا لم يكن يمتلك خامة صوتية تجاري من حيث القوة الخامة التي كان يمتلكها محمد قنديل.. لكن احساس عبد الحليم وقدرته العجيبة على التعبير واسلوبه السهل الممتنع الذي كان جديدا جدا آنذاك، كانت هي العوامل التي جعلت من عبد الحليم أسطورة حقيقية.

الاحساس هو العلامة الفارقة في موهبة أي مغن.