وليد توفيق عاتب على الإعلام المصري.. وينفي غيابه عن الساحة الغنائية

TT

وليد توفيق يعتبر أحد الاصوات العربية المميزة. لكنه متهم هو وبعض فنانين من جيله منهم علي الحجار وايمان البحر درويش ومحمد الحلو بالتراجع امام زحام أصوات حديثة اعتمدت على النغمات والايقاعات الراقصة بغض النظر عن اللحن أو كلماته. وأخيرا حضر وليد توفيق للقاهرة لإحياء عدد من الحفلات. فانتهزت «الشرق الاوسط» وجوده في مصر والتقته في مكتبه فبدأ حديثه قائلا: انا حظي في الاعلام المصري سيئ جدا بالمقارنة مع الاعلام الغربي والفضائيات الاخرى التي أشكل فيها حضورا مكثفا، وهذا ما لا يحصل في الاعلام المصري. فسألناه عن السبب كما يراه هو، فقال: هذا يرجع الى عدم عملي مع شركة مصرية حتى أكون في مصر بشكل مكثف، وبالاضافة الى هذا فإن الاعلام في مصر يحتاج الى متابعة دائمة ليكون في مقدور الفنان أن يقول ويلفت الى أنه موجود وماثل على الساحة الفنية. ولكني ما زلت اغني واصور فيديو كليب. وتواصل معه الحوار كما يلي:

* وهل بالضرورة وجود مؤسسة فنية وراء كل فنان ناجح؟

ـ اذا كان الفنان لا تقف وراءه مؤسسة كاملة تتابع اعماله وتساعده من الممكن ان يضيع في وسط هذا الزحام، ومصر بالذات لها مكانة فنية خاصة، فمن الممكن ان يكون الفنان موجودا بشكل جيد على الساحة الفنية في الخارج وغير موجود في مصر، فيعتبر غير موجود والعكس صحيح. والحقيقية ان النجاح هذه الايام اصعب من الزمن الماضي بكثير، ففي الماضي كنا بقليل من المال نصنع فنا جميلا لكن الآن لا نستطيع ذلك رغم وجود ملايين الجنيهات.

* ما اسباب اتجاهك في الفترة الاخيرة لتصوير معظم اغنياتك بطريقة الفيديو كليب؟

ـ نحن نعيش في عصر يختلف في ادواته عن الزمن الماضي والصورة اصبحت عنصراً هاماً من عناصر الاغنية. وانا انتمي لجيل كان الصوت هو أهم شيء بالنسبة للمطرب وهذا الجيل فيه علي الحجار ومحمد الحلو وهاني شاكر وأمثالهم. والمهم هو كيفية عمل الصورة بشكل مختلف عما هو موجود حاليا.. فمثلا الفيديو كليب الاخير الذي صورته لاغنية «احتمال» واذيع على الفضائيات العربية كان بمثابة فيلم سينمائي قصير لأنه يحكي الاغنية في سياق درامي بعيدا عما هو شائع الآن، فنحن اصبحنا نشبه اليابانيين.. لنا شكل واحد في الاغنية ويصعب التفريق بين هذه الاغنية وتلك. وهنا يرتفع سؤال: هل تراجع مستوى الغناء العربي رغم الزحام الموسيقي الذي نحياه؟ ويمكن الاجابة عليه بأنه ما زالت هناك اصوات عربية جديدة تجيد الطرب. وبوجود اغنيات لا ترقى الى مستوى الغناء العربي الجميل فإن الجمهور هو دائما الفيصل.

* غنيت مع محمد عطية الفائز في برنامج «ستار اكاديمي». ما رأيك فيه وفي هذه النوعية من البرامج التي انتشرت أخيرا مثل «سوبر ستار» و«ستار ميكر» وغيرهما، خاصة انك في بداية ظهورك الفني كنت في قسم المواهب في برنامج «ستوديو الفن»؟

ـ على فكرة راهنت على محمد عطية بأنه ممثل جيد وخفيف الحركة بالرغم من ان صوته ليس طربيا انما من الممكن ان يغني.. اما بالنسبة لهذه البرامج فهي تقع تحت عدة مسميات، فهي برامج ترفيهية ومسلية بالدرجة الاولى لتوفر عنصري المراهنة والسباق. وهي ايضا تعتبر مقياسا لاتجاهات الشباب العربي وكيفية تفكيرة وماذا يحب وماذا يكره. ولكنني شاهدت سلوكيات وحركات لم تعجبني كعربي. واحسست ان ما يحدث لا يمت لنا بصلة، حتى ردود افعال الشباب المشارك كانت غريبة.. فمثلا البكاء عند الفرح والحزن مختلط بصراخ مع احتضانهم لبعض، وكأنهم لم يروا بعضهم منذ فترة طويلة.. هذه العادة مأخوذة من الغرب. ولكن يتميز برنامج «ستار اكاديمي» بعنصر الابهار واتاحة الفرصة للمواهب الجديدة واختصار الطريق عليها. فمثلا محمد عطية اصبح نجماً في 4 اشهر هذه مسألة صعبة حتى يحافظ على هذا النجاح لأننا كنا في الماضي نجتهد لسنوات حتى يعرفنا الجمهور.

* من يلفت نظرك من فناني الجيل الجديد؟

ـ اعجبتني بعض الاصوات الجديدة مثل ملحم زين وهو يغني لوديع الصافي كذلك رواية عطية وديانا كرزون وبشار الشطي. وهؤلاء سمعتهم وهم يغنون اغاني تعتبر صعبة حتى يظهروا امكانيات صوتهم. وهذا هو الجيل الذي يتهم بأنه لا يغني بصورة سليمة. بالعكس أرى انهم افضل من مطربين موجودين على الساحة الغنائية لا يجيدون أداء مثل هذه الاغاني. ومن الموجودين على الساحة الغنائية حاليا شيرين وفضل شاكر من افضل الاصوات الموجودة ولؤي صوته جميل.

* في رأيك ما سبب نجاح الاغنية الخليجية وانتشارها اكثر من غيرها؟

ـ مما لا شك فيه ان نجاح الاغنية الخليجية يرجع الى «الريزم» البسيط والجميل وكلمات الاغاني.. ما زال الحب عندهم فيه براءة وضعف وصعوبة وشموخ، وذلك نظرا لتحكم البيئة التي ينشأ فيها هذا الكلام، وهي لها دور قوي في رومانسية الكلمات والاهمية من ذلك هو دور الاعلام الذي يقف وراء انتشار الاغنية الخليجية.

* هل ترى ان غناء كثير من المطربين المصريين واللبنانيين باللهجة الخليجية يساعد في انتشارهم فنيا؟

ـ هذا في الماضي وليس الآن. فمثلا انا غنيت في بداية حياتي باللهجة الخليجية وكذلك سميرة توفيق من باب محبة هذا اللون الغنائي، ونجحنا فيه لأن المطربين الخليجيين أنفسهم كانوا قليلين في ذلك الوقت، أذكر منهم محمد عبده وعبد الكريم عبد القادر وعتاب وطلال مداح وأبو بكر سالم. والى جانب هذا لم يكن الاعلام وقتها بنفس القوة. ولم يساعدهم على الانتشار في الخارج. لكن حاليا انا مع الاغنية العربية بلا جنسية محددة. أذكر كم احببنا عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش من دون النظر الى جنسيتهم إنما الى فنهم وصوتهم.

وهذا السؤال بالذات لا استمع اليه الا في الاعلام العربي، فالغرب لا يطلقون على اغانيهم هذه اغنية انجليزية وهذه أميركية وهذه فرنسية جميعهم يطلق عليها الاغنية الغربية.

* قمت بتمثيل 12 فيلما سينمائيا وبعدها ابتعدت عن شاشة السينما لماذا؟

ـ ماذا سأفعل في السينما الحالية اذا قمت بالتمثيل؟ حالا سأمحو الـ 12 فيلما التي قمت بعملها في بداية مشواري. ودعوني اسأل سؤالاً اذا رجعنا 15 سنة للوراء فماذا سنجد؟ سنجد ان هناك حوالي 10 نجمات كن يمثلن فتاة احلام أي شاب، وكذلك بالنسبة للرجال. وسنجد التنوع بين الكوميديا والتراجيديا. وفي الوقت الراهن لا يوجد سوى افلام كوميدية وعدد محدود من النجوم.