الإعلامي اللبناني موسى إبراهيم يطمح إلى برنامج سياسي على الـ nbn

TT

دخل اللبناني موسى ابراهيم مجال الاعلام مصادفة، وبينما كان يبحث عن مقعد في احدى كليات الجامعة اللبنانية، تقدم الى كلية الاعلام والتوثيق، وقُبِل، رغم ان معهد الفنون الجميلة كان من اهدافه. ومع بدايات الدراسة في كلية الاعلام بدأت تختمر لديه فكرة العمل الصحافي، وكان ذلك اواخر الثمانينات من القرن المنصرم، حيث الازمة في لبنان وصلت الى ذروتها وبدأ الحديث عن الحسم لمصلحة السلم الاهلي. وفي السنة الثانية من دراسته الجامعية سنحت له فرصة العمل في احدى الاذاعات التي احتلت مساحة واسعة في لبنان وهي «صوت المقاومة الوطنية» وكيف لا يعمل فيها وهو المهجر من بلدته التي احتلتها اسرائيل منذ عام 1978، وما لبث القيمون على هذه الاذاعة ان تحولوا الى انشاء محطة تلفزيونية وهي «تلفزيون المشرق» فانتقل من الصحافة الاذاعية الى الصحافة المرئية فكانت بداياته في الاعلام المرئي.

هكذا يروي المذيع وسكرتير التحرير ومعد البرامج السياسية في تلفزيون الشبكة الوطنية للاعلام (nbn) موسى ابراهيم الصفحات الاولى من مسيرته الاعلامية التي عاركته واعترك فيها، فصبر في وجهها وتدرج خطوة خطوة، حتى وصل الى ما هو عليه الآن من موقع مميز على الساحة الاعلامية اللبنانية والعربية بين زملاء كثر بارزين، خصوصاً انه من الاعلاميين المتحصنين بثقافة واسعة.

ويضيف ابراهيم في حديثه لـ «الشرق الأوسط» قائلاً ان «العمل في «تلفزيون المشرق» كان فرصة حقيقية وجدية بالنسبة لي حتى تم اختياري، فضلاً عن كوني سكرتير تحرير، مذيعاً لنشرات الاخبار وهذا ما كنت احلم به، خصوصاً مع ندرة المحطات التلفزيونية في حينه، الامر الذي اكسبني الكثير من التجارب والخبرات، خصوصاً ان القيمين على التلفزيون كانوا نخبة من المثقفين والمنظرين السياسيين اهتموا كثيراً بتثقيف العاملين في التلفزيون في المجال السياسي والاعلامي».

ورغم ان ابراهيم عمل بشكل متقطع في الصحافة المكتوبة المحلية والعربية، الا ان التلفزيون ظل في رأس اهتماماته، لا سيما ان الاعلام المرئي في لبنان مع بدايات السلم في التسعينات شهد نهضة كبيرة وتعددت المحطات التلفزيونية واصبحت الفرص والخيارات اوسع، ومع اقفال تلفزيون «المشرق» اعد كتاباً يعتز به كثيراً يتمحور حول الصراع على مياه دجلة والفرات قبل ان يعود الى «مربط خيله» التلفزيون.

اما عن عمله في تلفزيون(nbn) فيقول ابراهيم: «عملت في المحطة منذ بداياتها، لكن الفرصة التي انتظرتها للعودة الى الشاشة طالت كثيراً، اذ رغم تبوئي موقعاً مميزاً ومهماً في المحطة، من سكرتير تحرير الى نائب مدير الاخبار اثناء غياب المدير الاصيل، بقيت الاطلالة الاعلامية مسألة محورية عندي، رغم انني لم اطلب ذلك خلال فترة زمنية قاربت السبع سنوات».

ولا يخفي ابراهيم انه كان يرغب بقوة في العودة الى الاطلالة عبر الشاشة للجاذبية التي تتمتع بها وللشهرة التي تكسبها للاعلامي علماً انه خلال تلك الفترة اعدّ وشارك في اعداد مجموعة من البرامج التي بثتها المحطة مثل «احداث وآراء» الى «البلديات» وغيرها، كما شارك في اعداد برنامج «احزاب لبنان» الذي لاقى نجاحاً كبيراً، لكن كل ذلك لم يرو عطشه باعتبار ان «المعد او المشارك في الاعداد والعمل خلف الكواليس بشكل عام لا يعطى حقه الا نادراً ويبقى الاعلامي كالجندي المجهول».

ويضيف ابراهيم ان «الفرصة ما لبثت ان سنحت مجدداً مع موافقة مدير الاخبار قاسم سويد على ان اكون احد مقدمي البرنامج الاخباري المسائية، وهو احد انجح البرامج السياسية المبثوثة عبر شاشة الـ nbn وانا ابذل ما في وسعي لتقديم افضل ما يمكنني تقديمه في هذا المجال».

ويعترف ابراهيم ان اشتراكه في تقديم «المسائية» كان تحدياً ليس سهلاً، «اذ انني جئت بعد مجموعة من الزملاء تعاقبوا على تقديم هذا البرنامج، وكان ابرزهم الزميل حسن جمول»، ويعتبر ان الزميل جمول هو «احد انجح المذيعين العرب اليوم».

ومع ان المسائية روت جزءاً من عطش موسى الا انه يعتبر ان «الفرصة الاهم لم تسنح بعد»، ويعني ذلك «اعداد وتقديم برنامج سياسي، لم تأت فرصته بعد، مع اصراره ان يكون هو المعد والمقدم في ذات الوقت حتى يتمكن من ايصال افكاره كما يجب ألا يتحول الى مجرد قارئ للمادة التي يكتبها غيره له».

ويختتم بالتأكيد على ضرورة الحضور المستمر «لان ذلك امراً مطلوباً حتى يتمكن الاعلامي من تحقيق ذاته».