حسن معوض: إذاعة «بانوراما» لا تنافس «ام بي سي ـ اف ام» وتجربة «بي بي سي» نستفيد منها

المدير العام للإذاعتين يؤكد أن قناة «العربية» اختارت أفضل برنامجين ناجحين لدى المستمعين لبثهما تلفزيونيا

TT

قناة «بانوراما» هي محطة اذاعية جديدة ضمن مجموعة الـ «ام بي سي»، عمليا بدأت ارسالها قبل اكثر من عام بعد مرحلة بث تجريبي، وقد بدأت بثها من الاردن تحت اسم «اذاعة ام بي سي»، تم تغير اسمها مع بداية الحرب في العراق في مارس (آذار) 2003 اصبحت توجه الى السعودية كمحطة ـ اف ام ـ وكانت عبارة عن محطة اخبارية بحتة لا تبث اية برامج فنية او غنائية او موسيقية وواكبت تلك المرحلة، ومنذ ذلك الحين تم تطويرها وتم ادخال اغاني الطرب العربية الكلاسيكية حتى يتم تمييزها عن قناة ـ ام بي سي اف ام ـ العادية والتي يتابعها كثير من المستمعين في السعودية ايضا. خلف هاتين المحطتين تقف شخصية اعلامية واذاعية معروفة وهو الاذاعي حسن معوض، الذي حمل تجربة 25 عاما في اذاعة «بي بي سي» العربية في لندن، لينقل تلك التجربة البريطانية والتي خلقت جيلا عربيا كاملا تثقف من برامجها، وهو اليوم يسعى الى نقل تلك الاذاعتين الى مرحلة التفاعل مع قضايا المستمعين اليومية، والخروج بهما من اطارهما التقليدي والرتيب، وهو ما يفصح عنه حسن معوض مدير محطتي « بانوراما» و «ام بي سي ـ اف ام» في هذا اللقاء.

* هل تعتقد ان وجود قناتين اذاعيتين ومن محطة واحدة ولكن باسمين مختلفين مفيد للمستمعين ؟

ـ هذه نقطة مهمة، ولكننا نحاول ان نجعل المحطتين مختلفتين تماما، فـ«ام بي سي اف» هي محطة شبابية وبالمعنى الذي تفهمه فئة عمرية محددة، وهي محطة ايضا لا توجد في كثير من البرامج «المحكية»، ولكن محطة «بانوراما» تعتمد على البرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومختلفة تماما عن «ان بي سي اف ام»، وقد جاءت هذه المحطة من اجل فئات عمرية تختلف عن الشباب.

* ولكن هناك من يقول انكم تركزون فقط على البرامج السياسية في محطة بانوراما ؟

ـ طبعا يجب ان تكون البرامج والمواد التي تبثها محطة بانوراما مختلفة تماما عما تبثه محطة «ام بي سي اف ام» والا م افائدة وجود محطتين متشابهتين في كل شيء.

* هل تنون اضفاء صبغة اذاعة « بي بي سي» العربية التي خدمتم بها طويلا من لندن على برامج وطريقة الاخبار على محطة بانوراما ؟

ـ ربما اتفق معك، فتجربة الـ سبي بي سي» مثال جيد يمكن للمرء ان يطبقه على محطة بانوراما واعتقد انني حاولت ان انقل للاذاعة جزءا من تجربتي التي اكتسبتها على مدى ربع قرن، ولكن محطة بانوراما هي محطة اف ام، ولا تستطيع ان تقول انها قناة اخبارية 100%، ورغم ان الموسيقى التي نبثها على هذه القناة تصل نسبتها الى 60 %، ولكننا نطبق المعايير التحريرية من ناحية حرية الرأي والموضوعية فالناس الذين يتابعون هذه المحطة يجدون هذه المعايير في اذاعتنا الجديدة التي تناقش المواضيع بكل صراحة مع احترام الاخلاقيات.

* هناك معلومات تتردد في ان بعض البرامج التي تبثها محطة «بانوراما» ستجد طريقها الى تلفزيون «العربية»؟ ـ محطة بانوراما فتحت الفرصة للمذعين الذين يقدمون هذه البرامج الناجحة فيها، انت تتحدث عن برنامجين جيدين للغاية وهما برنامج «اضاءات» للصحافي السعودي تركي الدخيل وبرنامج «استفتاء على الهواء» الذي يقدمه مدير الاخبار في المحطة احمد حسني. فالبرنامج الاول يناقش قضايا عربية كثيرة وخاصة قضايا ذات صلة بالوضع في السعودية، كون الغالبية العظمى من مستمعينا هم من السعوديين، اما الثاني فهو يستفتي المستمعين على عدد من المشاكل الاجتماعية وقضايا الساعة في السياسة والاقتصاد وأية قضايا اخرى تهم مستمعينا وتطرح اسئلة جريئة للغاية، واستطيع ان اصرح ان البرنامجين سينقلان الى التلفزيون ايضا، وسيصبحان برنامجين للاذاعة والتلفزيون معا.

* الا تعتقد ان النجاح السريع الذي حققته محطة «بانوراما» والتشابه الى حد ما في المواد الاذعية التي تبثها مع ما تبثه قناة ام بي سي ـ اف ام قد تجد المحطتان اللتان تتبعان شركة واحدة نفسهما تتنافسان في ما بينهما وفي سوق واحد قد تقضي احداهما على الاخرى مهنيا وتجاريا ؟

ـ المحطتان تجاريتان، ولكن اكرر التأكيد بأننا نحاول التمييز بين المحطتين بحيث ان الشخص الذي يريد الاستماع الى موسيقى شبابية وبرامج خفيفة وسريعة يمكنه الاستماع الى محطة «ام بي سي ـ اف ام» لان لها شريحة معينة تهتم بطابعها الاذاعي، ولكن الذي يريد الاستماع الى اشياء ربما اثقل قليلا يذهب الى محطة «بانوراما»، وهنا تأتي مهارتنا كإدارة ان نميز بين المحطتين والا فانا اوافقك اذا تداخلا مع بعض فسنخسر ماليا، نعم انت على حق، وسوف تضيع الجهود هباء.

* كيف توفقون في رسم البرامج والاخبار السياسية للاذاعتين مادام الخبر هو واحد ؟

ـ في رأيي الشخصي ان الخبر واحد، لدينا دائرة للاخبار فهي توفر الاخبار للمحطتين بصورة منفصلة، الذي نوفره لمحطة «ام بي سي ـ اف ام» هو عناوين للاخبار فقط تبث في رأس الساعة ولمدة دقيقة او دقيقتين، الاختلاف هنا ان محطة «بانوراما» توفر نشرات اخبار متكاملة وليس عناوين للاخبار فقط، لدينا برامج سياسية وتحليلات ومقابلات، هذا هو الفرق بين المحطتين اخباريا، كما ان لمحطة «بانوراما» قراء اخبار متخصصين.

* هل تعتقدون انه وبعد نجاح عدد من البرامج السياسية في محطة «بانوراما» سيحفزكم الى تكثيف الجرعة السياسية في المحطة وخاصة الحوارية منها لتغطي هموم المواطن العربي اينما كان وليس للمستمع السعودي وحده ؟

ـ لدينا حوالي سبعة برامج حوارية في اذاعة «بانوراما» ذات طابع تفاعلي، كما انه يجب ان نكون حذرين من زيادة الجزء المحكي في برامجنا الاذاعية لان الناس تمل في النهاية، وعلينا ان نختار برامجنا بالكيف وليس بالعدد، وان تكون متنوعة، فالسياسة ليست هي كل شيء لدينا في هذه الاذاعة برامج صحية نستضيف خبراء طبيين لمناقشة قضايا صحية تهم كل مستمع، وهناك برنامج اسمه «امرأة عربية» يناقش قضايا المرأة العصرية في كافة ارجاء العالم العربي.

* لماذا تغيب البرامج الخدمية عن محطة «بانوراما» طالما هي ناجحة ولها جمهور واسع ؟ ـ الجانب الخدمي نحن نقدمه في محطة «ام بي سي ـ اف ام» مثل الطقس وحركة المرور في المدن الرئيسية في السعودية ومتابعة مباريات الدوري المحلي، لان الجزء الاعظم من مستمعينا هم في السعودية لاننا نبث الى 15 مدينة سعودية كما في عمان وقطر والبحرين، وكذا عبر الإنترنت، اما اذاعة «بانوراما» فهي تبث الى سبع مدن سعودية بالاضافة الى بغداد والمنامة.

* مادام «بانوراما» تبث الى العراق والبحرين، هل هناك برامج تراعي خصوصةهذين البلدين ؟

ـ لدينا، ونتمنى ان تنجح وهي اننا نحاول ان نخصص ساعات معينة من الارسال الى بغداد، لنقل برنامج صباحي لمدة ساعتين لاهل العراق، ولكن في الغالب ان الاخبار تهم الجميع وكذا البرامج التي نبثها عبر هذه المحطة تهم مستمعينا اينما كانوا وفي قضايا عامة، ولكني اوافقك انه يجب تحديد ساعات للدول التي نبث اليها فيها خصوصية في الجانب الخدمي مثل الطقس وحركة المرور والفعاليات والانشطة المحلية الاخرى، لتنفيذ ذلك يتطلب الامر توفير لوجيستيات كثيرة ولكن هذا الامر في ذهننا، والاهم من ذلك اننا اصبحنا اكثر محلية في السعودية، فلدينا برنامج اسمه «مرحبا جدة» وهو خاص بهذه المدينة السعودية ويبث خمسة ايام في لاسبوع ولمدة 4 ساعات في اليوم ويتناول كل ما يجري في هذه المدينة من فعاليات وانشطة رياضية واجتماعية.

* كيف ستعوض محطة «ام بي سي اف ام» خسارتها في انتقال المذيع احمد الحامد الى تلفزيون «ام بي سي» بعد ان ظل طويلا يقدم برنامج «ليلة خميس» عبر اذاعتها وحقق شهرة ونجاحا عربيا كبيرا وخاصة في الخليج ؟

ـ احمد الحامد لم يذهب ولكنه انتدب الى تلفزيون ام بي سي ليقدم برنامج مسابقات وسيستمر غيابه حوالي عام واحد فقط، وسيقوم المذيع حمد ناصر بتولي الفترة المسائية التي كان يقدمها احمد الحامد، ولكنه سيقدم برنامجا شبيها وبالاسلوب الذي يناسبه.

* هل تنون توسيع مساحة بث محطتي « بانوراما» و«ام بي سي ـ اف ام» في عدد من المدن العربية بعد نجاحهما في بعض الدول الخليجية والسعودية ايضا؟

ـ طبعا نحن متهمون بتوسيع بثنا وخاصة في مدن دولة الامارات العربية المتحدة خاصة ونحن موجودون في دبي، ولكن هذه المسألة مفتوحة للتفاوض وهي مطروحة مائة في المائة، ولدينا نية في التوسع في دول اخرى ايضا.