عن الإعجاز العلمي

أنس زاهد

TT

لم يقل لنا الدكتور زغلول النجار الذي استضافه زاهي وهبي في الحلقة الماضية من برنامج «خليك بالبيت»، ما هي الفائدة المرجوة من الاشتغال بما يسمى: بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟ إذا كان الهدف من ذلك هو إقناعنا بأن القرآن الكريم من عند الله، فهذا ما لا نحتاج إلى دليل لاثباته، فالمبالغة في إيجاد الأدلة يعني أننا نعيش حالة شك، وهو ما لا أعتقد ولله الحمد، أننا وصلنا إليه كمجتمعات.

المسألة ليست كما أرى في إثبات ألوهية مصدر القرآن الكريم، المسألة تكمن في الكشف عن السبل التي دعا القرآن الكريم إلى التعامل مع ظواهر الطبيعة، بوحي منها. ليس المهم أن نبحث في القرآن عن جذور لكل نظرية أو حقيقة علمية جديدة، المهم أن نتبع منهج القرآن الذي يدعو إلى دراسة السنن أو بمعنى آخر (القوانين الطبيعية) والتعامل معها حسب مقتضيات العقل حتى نتمكن من السيطرة عليها وتسخيرها لخدمتنا. أما التعامل مع الحقائق العلمية باعتبارها مرجعية لاختبار مصداقية النص، فهو ما سيؤدي إلى التعامل مع كتاب الله بوصفه مجرد نظرية علمية قابلة للصواب والخطأ، وحاشا لله أن يكون كتابه كذلك.

الإعجاز العلمي هو محاولة لإخضاع كتاب الله الذي ليس كمثله شيء والذي خاطب جميع ملكات الفرد من عقل ونفس وروح ووجدان وعقل باطن، إلى قوانين العلم التطبيقي.

نحن لسنا بحاجة إلى إثبات مصداقية القرآن لأننا في الأصل لا نشك فيه.