دردشة هيكل!

أنس زاهد

TT

لم أفهم شيئا من الحديث أو التعليق الذي قدمه محمد حسنين هيكل على شكل برنامج تلفزيوني لقناة الجزيرة. كما أنني لم افهم طبيعة البرنامج التلفزيوني الذي ظهر من خلاله الرجل ليسرد وقائع وحكايات وأفكارا لا يجمع بينها سياق واحد، ودون وجود محاور تلفزيوني يسأله ومن دون وجود محاور محددة للحديث. هل كان البرنامج ينتمي إلى فئة المذكرات الشخصية، أم ينتمي إلى فئة البرامج التي تٌعنى بالتعليق على الأحداث، أم أنه مجرد دردشة وكلام مجالس وكان الله يحب المحسنين؟! أيا كانت نوعية البرنامج المذكور، فان رئيس تحرير الأهرام الأسبق ومستودع سر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكاتب خطبه، لم يقل شيئا محددا طوال دقائق البرنامج، ولم نفهم وجهة نظره حيال ما يجري من أحداث في المنطقة. لقد كان أسلوب هيكل في الحديث يشبه التنويم المغناطيسي، حيث يركز المنوّم على شل نشاط الوعي لدى سامعه، تمهيدا لحشو رأسه بما يشاء من أفكار وقناعات.. وهو ما فعله هيكل عندما شتت انتباه المشاهد وقفز من فكرة إلى حكاية إلى تعليق من دون وجود تسلسل منطقي بين كل ما طرحه خلال حديثه أو برنامجه التلفزيوني. لقد كان ظهور هيكل على الجزيرة شبيها بحضوره قبل وأثناء وبعد هزيمة يونيو (حزيران).. غامضا، مراوغا، وخاليا من الإحساس بالمسؤولية، وغير متحل بالحد الأدنى من النقد الذاتي.

أتمنى أن يظهر هيكل ليتحدث عن هزيمة يونيو بدلا من الحديث عن مرحلة لم يشترك في صنع القرار خلالها.