استديو الممثل ليس بديلا لأكاديمية الفنون ولا يمنح شهادة معتمدة نقابياً

رئيس الأكاديمية يعتبره تجربة عالمية ولا يعترض والقائمون عليه يؤكدون أهميته للمواهب الشابة

TT

بدأت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة في الوسط الفني المصري تسمى «استديو الممثل» وبدون قواعد أو قوانين تحكم تلك الظاهرة، فلا يهم اذا كان المسؤول عنه منتجا أو مخرجا أو ممثلا أو ممثلة، المهم ان يحقق المشروع الربح المتوقع أو الخسارة التي لم تكن في الحسبان، فلم يعد معهد السينما ولا معهد الفنون المسرحية متنفسا للموهبة، بل اصبحت الاستديوهات الخاصة قادرة على اتاحة الفرصة للمواهب الفنية مثل التي يمتلكها الدكتور محمد عبد الهادي ورأفت الميهي ونبيلة عبيد وخالد جلال.

في البداية أكد الدكتور هاني مطاوع رئيس أكاديمية الفنون ان تلك المعاهد الخاص لا تمثل أية عقبة في طريق معاهد الأكاديمية بل هي تجربة عالمية معروفة وموجودة ومنتشرة في دول عديدة بالخارج مثل اميركا وفرنسا وانجلترا، وهي مفيدة في كل الأحوال، وكلما أصبحت تلك المعاهد كثيرة أدت لازدهار الفن وظهور العديد من المواهب الجديدة التي تكون قادرة على المنافسة التي تساعد على اتساع رقعة الحركة الفنية، ووجودها في مصر شيء طبيعي جدا وفي خط مواز للنشاط السينمائي والمسرحي طالما ان هناك رواجا فنيا يحتاج للخريجين من هذه المعاهد، إلا انها ليست بديلة لمعاهد أكاديمية الفنون بل هي مجرد مدارس أو استديوهات صغيرة تقدم الجانب العملي بشكل أكبر وهي فرصة أمام بعض الشباب الذين لم تكن لديهم فرصة لدخول المعهد العالي للسينما أو المعهد العالي للفنون المسرحية.

أما نبيلة عبيد، وهي أحدث من أقام هذا المشروع في مصر، فقد أكدت انه لم يكن بغرض تجاري ولكن من أجل أن تقدم من خلاله خبراتها وتجاربها بشكل علمي بمساعدة بعض الزملاء والأساتذة المتخصصين وان التجربة تستحق أن نشجعها خاصة في ظل توافر أعداد كبيرة من المواهب الشابة التي لا تجد طريقا نحو المعاهد الفنية المتخصصة والتي تحدد شروطا قد لا تتوافر في هذه الموهبة أو تلك كشرط السن، خاصة ان المسلسلات التلفزيونية تضخ سنويا اعدادا غفيرة من الوجوه الشابة التي تفتقر الى أبسط قواعد وأسس العمل الفني.

وفي أكاديمية فنون وتكنولوجيا السينما التي أنشأها المخرج السينمائي رأفت الميهي أكد ان الغرض من انشائها يعود الى افتقار السينما لتقنيات وتكنيكات معينة في الاخراج والخدع، ومن هنا كانت الضرورة لتحويل الأفكار الى مناهج دراسية يقوم بالتدريس فيها نخبة مختارة من المتخصصين مثل المخرج شريف عرفة والمخرج مجدي احمد علي والمخرج سعيد حامد والدكتور خالد الشوربجي واحمد غانم وصالح سعد واحمد داود وحسين الوكيل والفنان الشاب عمرو واكد الذي يقوم بالاشراف على استديو اعداد الممثل بالاكاديمية والذي يضم 16 طالبا هذا العام.

ويؤكد الميهي ان الدراسة لا تشترط سناً محدداً لكن من الضروري ألا تقل شهادة الدارس عن الثانوية العامة مع اجادة اللغة الانجليزية والكومبيوتر كما ان التكلفة التي يدفعها الطالب وان بدت مرتفعة فهي لا تكفي لأي شيء في ظل حصول المحاضرين على أجور رمزية، وأشار أيضا الى ان الاكاديمية ليست بديلة لأكاديمية الفنون بل مكملة لها والمسألة بعيدة عن المقارنة بينهما.

وقال الفنان الشاب عمرو واكد المشرف على استديو اعداد الممثل بأكاديمية الميهي «ان الاستديو يمنح شهادة معترفا بها للدارس، تتيح له عضوية النقابة فور تخرجه، وهي ميزة غير متوافرة في الاستديوهات الأخرى ورغم ذلك فنحن لا نبحث عمن يريد أن يكون نقابيا ولكن عن الذين يعشقون الفن السينمائي وهذا المشروع يأخذ الكثير من وقتي وجهدي وأنا سعيد جدا بتلك التجربة في حياتي خاصة انني اشارك في اعداد المناهج التي نقوم بتدريسها للطلبة المتقدمين للدراسة».

أما الدكتور محمد عبد الهادي فهو واحد من ألمع الأسماء في هذا المجال وقد بدأ نشاطه مبكرا من خلال استديو اعداد الممثل الذي تخرج منه عشرات من الممثلين والممثلات اللاتي حققن شهرة كبيرة مثل احمد عز ومي عز الدين وهند صبري وأميرة هاني وغيرهم، حيث أكد ان الموهبة تفرض نفسها ووجودها على الساحة الفنية، ولا تحتاج إلا لصقلها بالدراسة المتخصصة حتى تكون ملمة ببعض الجوانب الفنية المطلوبة في ممارسة العمل الفني، وأوضح أن تلاميذه في المعهد هم الأقدر على توضيح الصورة.