«صباحو» مجلة يومية على تلفزيون لبنان اختزلت الثرثرة لتعميم الفائدة

TT

خرج تلفزيون لبنان الرسمي عن المألوف في برنامجه الصباحي اليومي «صباحو» فحوله على رغم الامكانات المادية الضئيلة الى مجلة يومية منوعة تضم الفلسفة وعلم نفس الاطفال الى جانب السياسة والثقافة وغيرهما مع ان المعروف ان اكثرية مشاهدي الفترات الصباحية اغلبهم من سيدات البيوت اللواتي لا ينجذبن الى المسلسلات الدرامية وفقرات الطبخ. هذا الامر يرفضه معد البرنامج الصحافي عبيدو باشا ويقول: «هناك مجموعة من الكليشيهات التي تحكم رؤية المواطن للمجتمع، منها ان السيدات وحدهن من يبقى في البيت بين الساعة 9.00 و12.00 صباحاً. في حين اننا نستطيع ان نرصد وببساطة مجموعة من القضايا تؤكد ان نسباً عالياً من الشباب العاطل عن العمل وجماعات واسعة من المتقاعدين والذين يمارسون اعمالاً منزلية يبقون في البيت في هذه الفترة. بحيث تم التداخل اخيراً بين مستوى عمل النساء والرجال في البيت الواحد». واضاف: «كما ان التلفزيون بات موجوداً في جميع الامكنة العامة، ويستطيع اي كان ان يشاهده. مما يعني ان جماهير الفترات الصباحية يتوزعون على شريحة كبيرة من المجتمع لذلك وجب علينا ان ننوع فقراتنا لنلبي رغباتهم».

ونجح التلفزيون في ذلك اذ اظهرت احصاءات يقوم بها مسؤولو المحطة لتحسين ادائهم ان «صباحو» اصبح اكثر البرامج الصباحية حضوراً. والسبب كما اوضح باشا يعود الى «مبدأ البرنامج في تلبية الرغبة العامة من دون الانتقاص من القيمة المبدئية لروحه التثقيفية والاقرب الى التربية من التعليم. لأن الأخير لا يفعل سوى اعادة الآيديولوجيا السائدة في حين تساهم التربية الى حد ما في توسيع الآفاق المطروحة على الناس». مؤكداً ان البرنامج يبتعد عن تسذيج المواضيع وتسطيحها بالاضافة الى البعد عن الوعظ.

ويلاحظ من يتابع البرنامج سرعة وتواتر فقراته لا سيما ان الميزان العام الزمني والموضوعي «يقوم على الاختزال لصالح الفائدة على حساب الثرثرة». واستطاع «صباحو» الوصول الى هذه النتيجة بسبب كثرة الضيوف الذين يستقبلهم ويصل عددهم الى 10 مما فرض السرعة والدقة في الاسئلة المطروحة كي لا يترك الهواء للضيف.

ويحرص باشا على عدم تكرار الضيوف باعتماد سياسة الضيف يحل مرة واحدة لا غير، ولضمان حسن سير البرنامج يعقد اجتماع دوري كل 3 أشهر لتقييم الوضع واقتراح حلول التحسين.

ومن الافكار التي يريد المعد تقديمها في البرنامج «وجود موضوع عام يربط فقرات البرنامج حتى السياسية منها. كما انني ابحث في احتمال استضافة سياسيين ليتحدثوا في امور متنوعة بعيدة عن السياسة وشجونها بعد ان اصبحت مستهلكة في كل التلفزيونات».

وعن السياسة التي اعتمدها عبيدو باشا لتحسين البرنامج منذ ان تسلم الاعداد فيه قبل 7 أشهر قال: «المقدمين كانوا مهملين بسبب الظروف الاستهلاكية السائدة والاعتبارات البيروقراطية، لذلك عملت وما زلت على اعادة تكوينهم وتثقيفهم عبر دفعهم الى الاهتمام بمواضيع تستهويهم اساساً. لخلق فريق عمل متكامل منفتح على بعضه من دون عقد».

واضاف: «انا لست موظف تلفزيون وقد لا استمر طويلاً في الاعداد، لذلك اهتم بتكوين فريق عمل قادر على ادارة أموره بنفسه ولن يتأثر بتغيير الادارات والظروف».