بين الحقيقة والسراب

انس زاهد

TT

منذ أن ابتدأت محطة «ام بي سي» في عرض مسلسل الفنانة فيفي عبده الأول «الحقيقة والسراب»، وأنا لا أكف عن توجيه هذا السؤال لنفسي: ما هي الحقيقة وما هو السراب ؟

وبعد تفكير طويل وتأمل عميق ومتابعة دقيقة لأحداث المسلسل، توصلت إلى نتيجة واحدة واستنتاج وحيد ، هما: أن الحقيقة هي أن الفنانة فيفي عبده راقصة أو «رقّاصة»، أما السراب فهو أن الفنانة فيفي أو «إن إن»، كما يطلق عليها جمهورها في الخارج، ممثلة ! بين الحقيقة والسراب مشوار طويل وحاجز ضخم ومسافات شاسعة، فالحقيقة تشبه الضرب على الطبلة أو اللعب على الصاجات، لأنك لا تستطيع أن تتفادى تأثيرهما المباشر أو تنفي وجودهما الواضح للآذان كما هو للعيان.. أما السراب فهو يشبه بدلة الرقص الشرقي التي يتوهم المشاهد أنها تحجب جسد الراقصة، وهي في الحقيقة لا تحجب سوى العيوب والترهلات التي تحدث بفعل الزمن الذي لا تحسن كل دكاكين العطارة أن توقفه عند حده.

بين الحقيقة والسراب تقف عشرات معاهد التمثيل في مواجهة عشرات الملاهي الليلية، وتقف مئات السيناريوهات والروايات والشخصيات الأدبية في مواجهة العشرة البلدي وإيقاع الوحدة ونص والنقطة التي تجود بها نفوس الزبائن الكرام.

يبدو أن فيفي عبده كسرت بنجاح الحاجز الذي يفصل بين الحقيقة والسراب.. تهانينا.