الإثارة أم الألفة؟

أنس زاهد

TT

إذا كانت حياتك خالية من المآسي فهذا لا يعني أنك سعيد. بمعنى آخر فانك يمكن أن تكون تعيسا بل لا بد أن تكون كذلك، حتى ولو كانت حياتك خالية من المآسي والكوارث.

هذا ما يقوله وودي ألن من خلال فيلمه «أزواج وزوجات» الذي يرصد من خلاله عددا من العلاقات الزوجية والعاطفية التي لا تعاني من وجود أية مشكلة سوى أنها عادية. العادة تسد مسام الحلم، والإنسان بطبيعته يعشق الإثارة والشغف والتوق، لكنه يميل في نفس الوقت إلى الشعور بالألفة.. وهذه هي مأساة هذا الكائن المسكين.

وودي ألن استطاع من خلال رصد هذه العلاقات التي تندرج في الظاهر ضمن ما يسمى بالهم الاجتماعي، أن يتناول قضية وجودية في غاية التعقيد. أما الأسلوب فكان خليطا بين الوثائقي والروائي، حيث اعتمد ألن على خلق سياق درامي يتسم برصد أدق تفاصيل العلاقات التي تناولها في الفيلم، ثم اعتمد بعد ذلك على تعليقات الأبطال وتداعياتهم واعترافاتهم التي كانوا يدلون بها أمام الكاميرا مباشرة وكأنهم يشاركون في فيلم وثائقي. وهو ما منح العمل مزيدا من المصداقية، حيث يمنحك هذا التوثيق فرصة النظر إلى النماذج والى العلاقات المطروحة كما لو أنك تشاهدها من الداخل، وهو ما أكدته حركة الكاميرا التي كانت تتسم بالتوتر والنقلات السريعة والحركة القلقة.

البشر يحتاجون إلى الإحساس بالأمان والشعور بالإثارة.. والكارثة أن الاثنين لا يجتمعان أبدا.