الدراما العربية والواقع البديل

أنس زاهد

TT

الخير لا ينتصر إلا في المسلسلات التلفزيونية العربية، والشر لا يهزم ولا يسحق ولا يمحق ولا يزهق إلا على شاشات الفضائيات العربية التي تتسابق على عرض الدراما التي تتسم بالتسطيح والتكرار والفجاجة.

البطل الشرير أو البطلة الشريرة دائما ما ينالا جزاءهما المستحق في النهاية. ومهما ضحكت الدنيا في بداياتها للشر والأشرار، ومهما أغدقت عليهم العطايا وأسبغت على حياتهم النعم، فان القصاص العادل يحل بهم في النهاية فيصبحوا على ما فعلوا نادمين.

بالمقابل فان الخير دائما ما ينتصر في النهاية مهما كان حجم العقبات والمنغصات والأزمات، وان لم تصدقوا فاسألوا سيد القوصي أو معالي الوزيرة أو مدام لقاء أو عباس الدميري الشهير بلطفي الجنايني أو محمود المصري وإخوته وأصدقاءه وعشيقاته.

العجيب أن الشخصية الحقيرة التي تقع في شر أعمالها في النهاية، دائما ما تكون من أصحاب الأموال والأعمال والنفوذ، وهي العوامل التي يمكن أن تحمي المنحرف حتى في المجتمعات الغربية التي تؤمن بالعدالة وتمارس الديمقراطية وتعمل جاهدة على إقرار مبدأ المساواة ولا تمنح مواطنيها أية حصانة أمام القانون مهما كانت طبيعة مناصبهم.

المسلسلات العربية فاشلة في تصوير الواقع بقدر نجاحها في اختراع واقع بديل.