شحّاذة الشاشة

انس زاهد

TT

حسب ما أرى فقد كان من الممكن بل من اللازم، اختصار أحداث مسلسل «بنت من شبرا» إلى النصف أو ربما الثلث.

بعض المشاهد طويلة من دون داع، وبعضها صامت وخال من الحوار.. والدراما التلفزيونية من دون حوار لا معنى لها، فالدراما التلفزيونية تختلف عن الدراما السينمائية من حيث استخدام الأدوات اختلافا كبيرا، وما قد يحسب في هذه من نقاط القوة قد يحسب في الأخرى من نقاط الضعف والخلل والقصور.

وحتى لو سلمنا بأن فريق العمل وعلى رأسه مخرج المسلسل يود الارتقاء باللغة البصرية في الدراما التلفزيونية، فإن ما شاهدناه من خلال المسلسل لم يحمل أي جديد على هذا الصعيد، والمشاهد التي كانت تخلو من الحوار لم تكن تعبّر عن شيء، بل كانت مجرد مشاهد يمكن استئصالها لولا الحرص على إطالة مدة المسلسل وزيادة عدد حلقاته.

المشكلة أن التلفزيونات العربية تدفع حسب عدد الحلقات، أي أنها تستند إلى معايير كمية على حساب النوعية، انهم يقيّمون ثمن المسلسل بالكيلو غرام، فكلما كان عدد حلقات المسلسل أكبر ارتفع سعر بيعه، والعكس صحيح.. أما مستوى المسلسل والقيمة الفنية التي يحتوي عليها والمجهود الذي بُذل في إنجازه، فعوامل غير مهمة ولا تؤخذ في الاعتبار بالنسبة للمحطات العربية.

حمدا لله أن سياسة الكيلو لا تدخل في تحديد أجر الممثلين، وإلا لما كانت فاتن حمامة، ستصبح سيدة الشاشة بل شحّاذة الشاشة.