السيطرة على الغضب

انس زاهد

TT

الإنسان وحش مفترس، والمجتمعات المدنية الحديثة التي تعيش في ظل القانون استطاعت أن تروض هذا الوحش، لكنها لم تستأصل وحشيته وانما دفعت بها إلى هوّة سحيقة داخل أعماقه.

المدنية الحديثة تسببت في وجود القانون، والخوف من القانون هو الذي جعل الفرد يبتلع غضبه قسرا.. وهذه هي إحدى أخطر المشاكل النفسية التي يواجهها الإنسان في العصر الحديث.

فيلم «السيطرة على الغضب» من بطولة جاك نيكلسن، يحاول طرح هذه القضية، لكن الصبغة التجارية طغت على أسلوب المعالجة بشكل واضح. لقد سيطر هاجس الإضحاك على السيناريست والمخرج وجعلهما يبالغان في افتعال المواقف الضاحكة التي لا تخلو من ابتذال، ومن ضمنها مشهد الراهب البوذي وما تخلله من مشاجرات امتزج من خلالها أسلوب الأكشن (الحركة) بالكوميديا عبر توليفة تجارية مسطحة ومستهلكة وفجة.

بعض شخصيات الفيلم تم إقحامها بغرض إضحاك المشاهد من دون أن تمنح العمل أي زخم أو أبعاد جديدة تساهم في تغطية القضية من زوايا مختلفة للنظر. وتظل شخصيتا الفتاتين السحاقيتين محاولة لدغدغة مشاعر الشريحة التي تبحث عن أكبر قدر من الإثارة الجنسية عبر شاشات السينما.

السيطرة على الجشع أهم أحيانا من السيطرة على الغضب.