معايير مزدوجة

أنس زاهد

TT

كل من يؤمن بتميز عرق بشري على الأعراق الأخرى هو فاشي مهما ادعى غير ذلك. الأعمال الفنية سواء الدرامية منها أو الغنائية التي يصفونها في العالم العربي بالوطنية، هي أعمال فاشية تحاول تكريس فكرة التمييز وتدعي الأفضلية المطلقة.. والعجيب أن هذه الأعمال لا تلقى الاستنكار على المستوى الشعبي ولا تخضع للانتقاد على الصعيد الإعلامي، ولا تواجه بشيء من التحفظ على المستوى الرسمي. العنصرية ليست واحدة من مستلزمات الانتماء الوطني، وليست واحدة من مقتضياته، والترويج لهذه الفكرة المتعصبة التي تنطلق من نزعة عدوانية صريحة تجاه الآخر عبر الدراما التلفزيونية، هو أمر معيب وخطير. في مسلسل «بنت من شبرا» يسوّق المؤلف نموذج «ماريا» المرأة الإيطالية التي ذابت في المجتمع المصري باعتباره تجسيدا للصواب والخير والشرف، لكن المؤلف ينظر بعدم احترام لبعض النماذج المصرية التي تسعى إلى الهجرة إلى البلاد الأوروبية، والسؤال هنا: لماذا تكون هجرة الآخر إلينا عملا شريفا، بينما تكون هجرة بعضنا إلى الخارج عملا دنيئا؟! إنها المعايير المزدوجة التي تسيطر على مفهوم الوطنية لدينا.