مودة سينمائية

أنس زاهد

TT

رغم أن هوليوود أنتجت عشرات الأفلام التي تتحدث عن الجريمة المنظمة وعالم المنظمات السرية الخارجة عن القانون، فإنها لم تضف شيئا يُذكر على ما طرحه فرانسيس فورد كوبولا من خلال سلسلة أفلام «الأب الروحي». انه ما يحدث في السينما دائما: مخرج موهوب يتناول موضوعا جديدا لم يسبقه أحد لتناوله، ومنتجون ومخرجون يعملون على استغلال العمل من خلال اللجوء إلى طرح نفس القضية والموضوع، لكن من دون أية اضافة على العمل القديم ومن دون أدنى قدرة على تحرير أذهانهم وذاكرتهم من تفاصيله.

عالم السينما عالم تجاري قبل أي شيء آخر، والمخرجون الموهوبون أصحاب القضايا والذين يحترمون فنهم هم قلة قليلة، أما البقية فهم مخرجون محترفون يتعاملون مع السينما بعقلية حرفية بحتة ويسعون إلى تنفيذ ما يُطلب منهم من قبل شركات الإنتاج الكبرى بمنتهى الأمانة.. وفي عالم كهذا لم يكن غريبا أن يموت مخرج بحجم الإيطالي فلييني كمدا، بعد أن يئس من إيجاد جهة إنتاج تتولى الإنفاق على احد مشروعاته السينمائية الأربعة، مما اضطره إلى العمل في مجال الإعلان التلفزيوني لضمان لقمة عيشه. أما فرنسيس فورد كوبولا فقد اشتكى مرارا وتكرارا من عدم قدرته على تنفيذ أي من أفكاره ومشاريعه السينمائية لأنه لم يجد من يمولها.

إنها تجارة، واستغلال «المودة» في عرف التجارة أمر مشروع .